انطلقت الحلقة السادسة من برنامج "كن صحافيًا" الذي يقدمانه الإعلامي يزبك وهبي والطالبة الجامعية بيرلا إبراهيم.
في بداية الحلقة، سألت بيرلا، يزبك، بمَ تختلف المقابلات الميدانية عن الأنواع الأخرى من المقابلات الصحافية؟ ردَّ قائلًا: "طبعًا هناك عدّة نقاط اختلاف بين المقابلات الميدانية والمقابلات الأخرى، إنّما أهمّها نقطتان:
أولًا - الوقت المتاح للتحضير: عندما يكون الصحافي في مكتبه أو في بيته ويُطلب منه إجراء مقابلة بعد ساعات أو في اليوم التالي، يكون أمامه متسع من الوقت ليقوم ببحث متعمق عن موضوع المقابلة، وعن الشخص المطلوب منه مقابلته وعن خلفيته، من خلال الاستماع لأحدث المقابلات التي أُجريت مع هذا الضيف أو قراءتها، وتلخيص كلّ هذه المعلومات في مجموعة أسئلة جامعة، والتي من خلالها يستطيع الصحافي الحصول على المعلومات التي يرغب بمعرفتها من الضيف. أما خلال وجود المراسل في الميدان، فالوضع يختلف تمامًا على اعتبار أنَّ المقابلة يجب أن تجرى أحيانًا بسرعة، لسبب أو لآخر.
ثانيًا - المكان المناسب وظروف إجراء المقابلة: المقابلات التي تُجرى عبر تطبيقات الإنترنت أو تُصوّر في منزل الضيف أو في مكتبه، يمكن خلال التحضير تأمين الهدوء في مكان المقابلة وإيجاد ظروف تضمن عدم مقاطعة المُقابَلة، من خلال إطفاء إشعارات الأجهزة الإلكترونية، والطلب من الأشخاص المحيطين الهدوء أو عدم الكلام، فضلًا عن تأمين الإضاءة الجيدة سواء كانت طبيعية أو صناعية، واختيار كادر جميل للتصوير، وكذلك الأمر اختبار الصوت والصورة مسبقًا. كلّ هذه العوامل يُضطر المراسل للاستغناء عن معظمها في غالبية الاوقات، عندما يجري مقابلة في الميدان، في الشارع، فتأمين هدوء تام أحيانًا قد يكون مستحيل، وإطفاء الهواتف قد لا يكون ممكنًا، كذلك تأمين إضاءة جيدة وصوت ممتاز قد يكون أمرًا بالغ الصعوبة".
واستطردت بيرلا إبراهيم، سائلة: "إذًا ما المطلوب في شكل أساسي من المراسل لضمان نجاح مقابلاته الميدانية؟ أجاب وهبي، قائلًا: "هنا أيضًا لدينا ثلاث نقاط يجدر التركيز عليها:
أولًا - التركيز القوي للتمكن من طرح الأسئلة واستيعاب الأجوبة مهما كانت الظروف المحيطة.
ثانيًا - تغليب المضمون على الشكل، مع الحفاظ على الحد الأدنى من المستوى لناحية الصورة أو الصوت.
ثالثًا - الحرص على أ ن تكون المقابلة مختصرة زمنيًا وبالتالي محاولة الحصول على أجوبة واضحة ومفهومة من الضيف، سواء كان مواطنًا أو مسؤولًا أو صاحب إختصاص".
واستكمالًا لموضوع الحلقة، سألت بيرلا إبراهيم، الإعلامي يزبك وهبي: "استنادًا على الأمور الثلاثة الأساسية المطلوبة من المراسل لإنجاح مقابلاته الميدانية، هل من نصائح ممكن تقدّمها للمراسل في هذا الإطار؟"، ردَّ قائلًا: "طبعًا، هناك خمس نصائح أساسية في هذا السياق:
أوّلًا - إطرح السؤال الأهمّ في البداية، فقد يُضطر الضيف للمغادرة بسرعة شديدة، لذا كن حريصًا على نيل مرادك على الفور قبل أن يطرأ عليه شيء طارئ.
ثانيًا - كن مستعدًا لكلّ الإحتمالات، قد يَطلب منك الضيف مباشرةً قبل إجراء المقابلة عدم إ ظهار وجهه أو تمويه صوته، لذا يجب عليك تلبية رغبته إذا كانت المقابلة معه مهمّة أو ضرورية لتغطيتك.
ثالثًا - تعامل مع أي مقابلة ميدانية على أنّها تُعرض مباشرةً على الهواء، أي لا تكرر السؤال إلّا إذا طلب الضيف، وتَجنّب الأسئلة الطويلة والمعقدة.
رابعًا - لا تستسلم عندما تقابل شخصيات صعبة، إلتزم الهدوء، والمحافظة على التهذيب والرقي، حتّى ولو تعرّض للاستفزاز من الضيف الذي قد يكون هدفه عدم إعطاء الجواب الذي يريده.
خامسًا – الحرص على متابعة أي تفاصيل مهمّة أو جوانب من المقابلة تحتاج إلى توضيح، وحتّى لو بعد مغادرة الضيف، يمكنك التواصل معه عبر الهاتف أو مع مقربين منه في حال كان مسؤولًا، أو البحث عن أشخاص آخرين لاستيضاح ما قاله في حال مواطنًا عاديًا".
وتوجّهت بيرلا ابراهيم، لـ يزبك وهبي بالسؤال، هل من أمثلة عملية عن الأشخاص الواجب اجراء مقابلات ميدانية معهم، بحسب اختلاف مواضيع التغطية؟ ردَّ قائلًا: "طبعًا، سوف نستعرض خمس حالات من الممكن أن يكون المراسل الميداني يتولى تغطيتها:
الحالة الأولى: وقوع انفجار.
الشخص الأهم: شاهد العيان، وطبعًأ أي مسؤول أمني أو قضائي يصل إلى الموقع.
الحالة الثانية: تحركات شعبية أو تظاهرات مطلبية.
الشخص الأهم: أحد منظّمي التحرك أو الداعين إليه، مع تجنّب المسارعة لأخذ تصريحات من مواطنين مباشرةً على الهواء.
الحالة الثالثة: هزّة أرضية أو حريق أو فيضان.
الشخص الأهم: أحد سكان المنطقة، ثم مسؤول في فرق الاغاثة فور توفّر إمكانية الحديث معه.
الحالة الرابعة: سرقة مصرف أو اعتداء على مؤسسة.
الشخص الأهم: مسؤول الإعلام أو مدير في المصرف أو المؤسسة.
الحالة الخامسة: حادث إطلاق نار أو جريمة قتل.
الشخص الأهم: شاهد عيان وأيّ مسؤول أمنيّ أو قضائيّ يصل إلى الموقع".
خلال الحلقة، قام الإعلامي اللبناني يزبك وهبي بامتحان الطالبة الجامعية بيرلا ابراهيم من خلال تمارين، حيث طلب منها أن تتخايل أنّها تقوم بتغطية سرقة مصرف حصلت بوضح النّهار وإدارة المصرف رفضت إعطاء أيّ معلومة والقوة الأمنية رفضت السماح للصحافيين أن يقتربوا ويقوموا بالتصوير بالداخل، لكن هناك مسؤول قضائي وصل للمكان بعد حصول عملية السرقة واستطاعت إقناعه أن يعطيكي دقيقتين من وقته للتصريح قبل أن يغادر.
في نهاية الحلقة، استكملت بيرلا ابراهيم القسم الثاني من المسابقة التي بدأت فيها في معرض الحلقة، حيث جرى طرح أسئلة من قبل الطرفين، فتعادلا بالإجابة على سؤالان صحيحان من أصل ثلاثة.
يذكر أنَّ "كن صحافيًا" هو برنامج تعليمي تثقيفي يقدم فيه الإعلامي المحترف يزبك وهبي معلومات قيّمة بالإشتراك مع الصحافية بيرلا ابراهيم.