انطلقت الحلقة الرابعة من برنامج "كن صحافيًا" الذي يقدمانه الإعلامي يزبك وهبي والطالبة الجامعية بيرلا إبراهيم.
في بداية الحلقة، سألت بيرلا، يزبك، من الضروري أن نعرف، هل هناك أكثر من نوع في التغطية الإعلامية الميدانية خلال الأزمات؟ ردَّ قائلًا: "بالفعل بيرلا، هناك نوعين من المعالجات الإعلامية للأزمات:
-
النوع الأول:
المعالجة المثيرة التي تُستخدم تغطية تميل إلى التهويل والمعالجة السطحية، والتي تُنهي اهتمامها بالأزمة بانتهاء الحدث، وهي معالجة مبتورة تؤدي إلى التضليل والى تشويه وعي الجمهور.
-
النوع الثاني:
المعالجة المتكاملة وهي المعالجة التي تتعرض للجوانب المختلفة للأزمة، من مواقف الاطراف المعنية، الأسباب، السياق، التطورات والآفاق. وهي تتسم هذه المعالجة بالعمق والشمولية والمتابعة الدقيقة التي تحترم موضوعها ومن يتلقاها. كذلك تستخدم تقديم المعلومات الصحيحة والمعلومات الدقيقة الموثوقة مع محاولة إشراك الجمهور المتلقي عبر ربط المعالجة بمصالح الناس واهتماماتهم. وتحاول هذه التغطية تجنب المخاطر المتمثلة بأُحادية النظرة إلى الأزمة (أي سوف تأخذ أكثر من وجهة نظر).
وعن سؤال الطالبة بيرلا، نعرف أنّه في الميدان يمكن أن يكون المراسل عرضة للتضليل الإعلامي، فكيف يجب عليه أن يتحقق من الوقائع؟ أجاب وهبي، قائلًا: "في زمن السوشيال ميديا، تنتشر الأخبار والصور بسرعة وكذلك الأمر بكثافة، إذًا يجب على المراسل الميداني عدم بث أي صورة أو معلومة، إلًّا بعد التأكد منها من مصادر لا تقل عن ثلاثة، وأهمّ المصادر: المواطنين، الطواقم الطبية والإسعافية طبعًا، والصحافين الآخرين.. التطور التكنولوجي سهّل عمل المراسلين في الميدان من خلال قدرتهم على الدخول في مجموعات موجودة على تطبيقات معينة تضمّ صحافيين موثوقين يتناقلون الأخبار ويعطون الأولوية لدقة الخبر وصحته، وليس للتسابق على بثه بين بعضهم كزملاء".
وتابع، قائلًا: "إذا كان الخبر خطأ، فالمراسل يمكن أن يخسر بسهولة مصداقيته أمام المتابعين، وهي أهمّ شيء يملكه، حتى عندما يكون المراسل في رسالة مباشرة على الهواء، عليه أن يستغل أي لحظات متاحة له، خصوصًا عندما تكون الصورة على ما يجري حوله أو خلفه، لاستعمال هاتفه من أجل يسأل المصادر المختلفة عن صحة هذه المعلومة أو عما إذا كان هذا الفيديو المتداول بين الناس، حديث أم لا".
وأضاف، قائلًا: "إذًا المراسل الميداني يحتاج إلى تركيز قوي جدًا، وهو يتعلم كل يوم يكون فيه في الميدان، وتحديدًا في أوقات الأزمات، وقد يتعلم من مواطن يلتقي به على الطريق أكثر من مسؤول يتواصل معه وهو بعيد عن مكان الحدث، وبما أنَّ المراسل الميداني يعيش الخبر في وقت الأزمات ولا ينقله فقط، عليه الانتباه كثيرًأ إلى البقاء موضوعي ونقل ما يجري بمصداقية مطلقة".
وتوجّهت بيرلا إبراهيم، لـ يزبك وهبي بالسؤال، هل من المهم أن يعطي المراسل الميداني الأولوية لسلامته عندما يكون في تغطية ما خلال أزمة معينة؟ ردَّ قائلًا: "سلامة المراسل الميداني يجب أن تكون من أولى أولوياته، كونها أحد الأركان الأساسية لحرية التعبير، لذلك عليه اتخاذ كلّ وسائل الأمن والاحتياط المتاحة، إذا كان مثلاً في تغطية لمعارك أو احتجاجات يمكن أن تخرج عن السيطرة، عليه ارتداء الخوذة والسترة الواقية وأن تكون في متناوله حقيبة إسعافات أولية تحسبًا لأيّ طارئ".
وأردف قائلًا: "من المفيد أن يتجمع المراسلين الميدانين في مجموعة أو مجموعات، منعًا لاستفراد مسلحين أو محتجين غاضبين بهم، كما يحصل مرارًا للأسف، ويجب على المراسل الميداني أن لا يجلب معه أي أغراض ذات قيمة معه إلى الميدان وأن يبقي هاتفه النّقال في جيبه عندما لا يحتاج إليه أو أن يمسكه بطريقة لا يكون عرضة للسرقة، طبعًا في حال كان المراسل في أرض معركة، عليه أن يعثر على مكان آمن ليحتمي فيه من سقوط القذائف أو الصواريخ أو الشظاية أو إطلاق أعيرة نارية.. المراسل الميداني يجب أن ينقل الخبر لا أن يصبح هو الخبر، لذلك سلامتُه مهمة جدًّا".
وانطلاقًا من كلام الإعلامي يزبك وهبي، سألته بيرلا إبراهيم: ماذا عن الأزمات الأخرى التي يمكن أن يغطيها المراسل الميداني مثل الكوارث الطبيعية أو الحرائق؟ فأجاب وهبي، قائلًا: "نعم مئة بالمئة لأنّ مهنة المراسل الميداني ليست مهنة للمتهورين أبدًأ والمخاطرة بصحة أي إعلامي تعني إلغاء صوت ينقل إلى العالم كلّ ما يجري من حوله، وفي ما يلي سوف نستعرض نصائح أو ارشادات للمراسلين الميدانيين خلال تغطيتهم الكوارث الطبيعية أو الحرائق:
- الإبلاغ بشكل دائم عن موقع وجودك وتوثيقه بالصور أو الفيديو.
- المحافظة على وسائل تواصل مع أجهزة الاغاثة المعنية في المكان.
- فهم ودراسة طبيعة الخطر في مكان الحدث وأسبابه : نوع الحريق، طبيعة الإنفجار، المدى الجغرافي للفيضان أو الزلزال أو الإعصار، فضلاً عن إمكانيات تدهور الوضع القائم.
- محاولة معرفة الكمية المطلوبة من الحاجيات الاساسية لوجودك وفق المدة الزمنية المقررة : الغذاء القابل للتخزين، المياه، الإنارة، اللجوء لمعدات تعتمد على الطاقة الشمسية، الوقود للتنقل، معقمات المياه، خيمة للنوم...
- دراسة خطة الطوارئ لناحية الإخلاء.
- تأمين أجهزة اتصال قادرة على الحفاظ على التغطية: أجهزة راديو ثنائية الإتجاه أو أجهزة تعمل عبر القمر الصناعي.
خلال الحلقة، قام الإعلامي اللبناني يزبك وهبي بامتحان الطالبة الجامعية بيرلا ابراهيم من خلال تمارين، حيث طلب منها تحضير نصّ وعندما تبدأ رسالتها على الهواء سوف يسمعها بعض أصوات الأعيرة النارية من أجل أن يشاهد كيف ستكون ردّة فعلها.
في نهاية الحلقة، استكملت بيرلا ابراهيم القسم الثاني من المسابقة التي بدأت فيها في معرض الحلقة، حيث جرى طرح أسئلة من قبل الطرفين، ففاز يزبك بثلاث أسئلة صحيحة، فيما بيرلا أجابت على سؤالان صحيحان من أصل ثلاثة.
يذكر أنَّ "كن صحافيًا" هو برنامج تعليمي تثقيفي يقدم فيه الإعلامي المحترف يزبك وهبة معلومات قيّمة بالإشتراك مع الصحافية بيرلا ابراهيم.