انطلقت الحلقة الخامسة من برنامج "كن صحفيًا" الذي يقدمانه الإعلامي يزبك وهبي والطالبة الجامعية بيرلا إبراهيم.
في بداية الحلقة، سألت بيرلا، يزبك، كيف هي العلاقة بين الصحافيين من جهة والمواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي من جهة ثانية، وكيف يمكن لهذه المواقع أن تساعد الصحافيين؟ ردَّ قائلًا: "إنَّ مواقع التواصل الاجتماعي تحولت إلى أحد أهم مصادر المعلومات الأولية لوسائل الإعلام، فالعديد من المؤسسات الإعلامية والصحافيين يتتبعون هذه المواقع وما يُنشر فيها من معلومات وأفكار ومعطيات، ربما تقودُهم إلى خبر أو قصة مهمة".
وتابع، قائلًا: "وقد لعبت مواقع التواصل دور المراقب على أداء وسائل الإعلام والصحافيين، على اعتبار أن مستخدمي "السوشيال ميديا" منتشرون في كل مكان، وقسم كبير منهم يبادر إلى تصحيح معلومات ترد في وسائل إعلام أو تفنيدها أو توضيحها أو تطويرها".
وأضاف، قائلًا: "ويمكن القول أنَّ مواقع التواصل الاجتماعي قدّمت خدمات عديدة لوسائل الإعلام التقليدية وللمواقع الالكترونية التي انتشرت قبل السوشيال ميديا، أهمّها الترويج، وسرعة الوصول والانتشار، وتمكينها من التعرّف على الصدى الذي يخلّفه تفاعل القراء والمستمعين والمشاهدين مع ما يُنشر من نصوص أو يُبث من مقاطع مرئية على مواقع التواصل".
وأردف قائلًا: "وهناك زاوية مهمة يجب الحديث عنها تتعلق بالشركات المعلِنة التي تأخـذ بالحسبان عـدد المتابعيـن لصفحات وسائل الإعلام على مواقـع التواصل، فكلّما كان العدد أكبر، كلّما أبدت هذه الشركات رغبتها بالإعلان على هذه الوسائل.. هذه العوامل وغيرها جعلت من وسائل الإعلام تخصص فرق معنية بإدارة صفحاتها على مواقع التواصل، وتأمين محتوى خاص أو حتّى حصري لهذه المواقع، ومن هنا بات ضروريًا وجود مراسلين ميدانيين يتولون تغطية الاحداث على السوشيال ميديا".
وعن سؤال الطالبة بيرلا، هل مساحة الحرية للمراسلين الميدانيين العاملين على السوشيال ميديا أكبر من المساحة المتاحة لهم عبر الوسائل التقليدية؟ أجاب وهبي، قائلًا: "يمكننا القول إلى حدّ ما لأنَّه بطبيعة الحال مواقع التواصل الاجتماعي تتيح قدراً أكبر من حرية التعبير، مقارنةً مع قيود مختلفة ومتباينة في المؤسسات الإعلامية الرسمية أو الخاصة، وهي قيود قد تتعلق بالوقت أو بالمضمون أو بالشكل. ويمكن الحديث عن تغاضٍ من قبل المؤسسات الاعلامية عن موضوعات تُنشر أو تتم تغطيتها عبر صفحاتها على "السوشيال ميديا"، إذا كان الموضوع الذي تعالجه لا يتعارض مع سياستها التحريرية، أو لا يضرّ بالأهداف التي تسعى لتحقيقها. إنما في المقابل، التغطية عبر مواقع التواصل لها محاذيرها وقيودها، إذ أنَّ فيسبوك وتويتر وانستغرام لديها شروط وقواعد صارمة في بعض المجالات للحد من انتشار خطاب الكراهية والعنصرية والترويج للعنف، فإذًا هناك حرية أكبر للمراسل الميداني عبر مواقع التواصل، لكن من واجبه أن يضع ضوابط كي لا تتم إزالة المادة التي يقدّمها بعد الإبلاغ عنها من جانب بعض المستخدمين".
واستكمالًا لموضوع الحلقة، سألت بيرلا إبراهيم، الإعلامي يزبك وهبي، ما هي أفضل النصائح لتصوير تقرير ميداني من خلال استخدام الهاتف المحمول؟ ردَّ قائلًا: "من الضروري أن نتأكد قبل مغادرة المنزل أو المكتب أنَّ هاتفنا الذكي مشحون وأن فيه مساحة تخزين كافية للتصوير، ويجب أن يكون في حوزتنا شاحن تحسبًا للحالات الطارئة. والآن سوف نستعرض ثمانية نصائح للحصول على صورة وتقنية جيّدة:
أولًا - وضع الهاتف على وضعية الطيران.
ثانيًا - حاولوا عدم التصوير في الظلام أو في ضوء الشمس الساطع.
ثالثًا - أمسكوا الهاتف بشكل أفقي إذا كان التصوير لصالح موقع إلكتروني أو فيسبوك. وفي شكل عامودي، إذا كنتم تصوّرون تقريرًا لصالح انستغرام أو تيك توك أو سناب شات.
رابعًا - ثبّتوا الهاتف حتى تتجنّبوا أي حركة.
خامسًا - يستحسن اللجوء لمعدات الصحافة المتنقلة أو عصا السيلفي.
سادسًا - نظّفوا عدسة كاميرا الهاتف قبل بدء التسجيل.
سابعًا - حدّدوا بالضبط اللقطات التي أنتم بحاجة لها ثمّ حدّدوا إطارًا للقطتكم.
ثامنًا - لا تستخدموا زر التكبير، إنما اقتربوا من الجسم أو الشخص أو ابتعدوا عنه.
وتوجّهت بيرلا ابراهيم، لـ يزبك وهبي بالسؤال، كيف يمكن أن نتحكم بالصوت خلال التغطية الميدانية إذا كنّا نستخدم وسائل فردية وليس وسائل احترافية؟ ردَّ قائلًا: "يمكن أن يكون الميكروفون الموجود داخل الهاتف كافي لتسجيل الصوت، لكن الطريقة الأفضل لتحسين جودة الصوت هي إضافة ميكروفون خارجي، أو الاستعانة بالميكروفون الخاص بسمّاعات الرأس".
وأضاف، قائلًا: "إذا كنّا في صدد إجراء مقابلة، علينا أن نوجّه الهاتف صوب الشخص؛ وكلما كان الميكروفون أقرب من مصدر الصوت، كانت جودة الصوت أفضل، لكن يجب ترك الميكروفون على بعد بضعة سنتيمترات من المتحدث، وفي حال كانت هناك ضجة في مكان وجودنا، نطلب من ضيفنا أن يتوجه معنا إذا مكان أكثر هدوءًا".
ولفت، قائلًا: "أما لتسجيل النص المصاحب للتقرير، فبإمكاننا أن نسجل الصوت من خلال ميكروفون سماعات الرأس، داخل السيارة شرط أن تكون كلّ الأبواب والنوافذ موصدة تماماً".
خلال الحلقة، قام الإعلامي اللبناني يزبك وهبي بامتحان الطالبة الجامعية بيرلا ابراهيم من خلال تمارين، طلب فيه أن تغطي كمراسلة حدث دوي انفجار في مكانٍ ما، وأن تأخذ هاتفها المحمول وتقوم ببث مباشر عبر فيسبوك "أخبار الآن"، وأن تنقل رواية شاهد عيان.
في نهاية الحلقة، استكملت بيرلا ابراهيم القسم الثاني من المسابقة التي بدأت فيها في معرض الحلقة، حيث جرى طرح أسئلة من قبل الطرفين، ففازت بيرلا بثلاث أسئلة صحيحة، فيما يزبك أجاب على سؤالان صحيحان من أصل ثلاثة.