انطلقت الحلقة الثانية من برنامج "كن صحفيًا" الذي يقدمانه الإعلامي يزبك وهبي والطالبة الجامعية بيرلا إبراهيم.
في بداية الحلقة، سألت بيرلا، يزبك، ما الذي يجعل الصحافي بالتحديد مراسلًا ميدانيًا ناجحًا؟ ردَّ قائلًا: "يمكن الإجابة على هذا السؤال من خلال الإضاءة على أربع نقاط:
النقطة الاولى: على المراسل أن يكون محايدًا وموضوعيًا، وبالتالي الصحافي صاحب الرأي والذي لا يستطيع أن يغلّب عمله على عاطفته او توجهاته السياسية، لا ينفع أن يكون مراسلاً ميدانيًا ناجحًا.
النقطة الثانية: يجب على الصحافي أن يعرف كيفية نقل ما يدور حوله للناس بحرفية وأسلوب واضح، أي بسرعة إنّما من دون تسرع، أي يجب عليه تحرّي دقة المعلومة لأقصى الدرجات ومن مصادر مختلفة، أي أن الصحافي الذي يتكل على مصدر واحد أو يقرر أن يروّج لرواية أخدها من مرجع او محلل على أنّها الحقيقة المطلقة، لا يمكن أن يكون مراسلاً ميدانيًا ناجحًا.
النقطة الثالثة: الصحافي الموجود في الميدان يجب أن يضع المشاهد في قلب الحدث ويخبره ما يحدث لحظة بلحظة، إنما طبعًا مع مراعاة قواعد الصحافة الاساسية. بكلام آخر، الصحافي الذي يقرر من مكان الحدث أن يتكلم فقط عن تحليله لما يحصل حوله أو عن انعكاسات هذا الحدث المتوقعة في المستقبل، لا ينفع أن يكون مراسلاً ميدانيًا ناجحًا.
النقطة الرابعة: مطلوب أيضًا من المراسل نقل نبض الناس في مكان وجوده، إنما طبعًا من دون تأجيج مشاكل أو توترات معينة، وهناك خيط رفيع بين نقل ما يدور في الشارع بموضوعية، وصبّ الزيت على النار. أما إذا كان همّ الصحافي الوحيد أن تتحول تغطيته إلى مادة تنتشر بسرعة كبيرة على مواقع التواصل ولو كانت تتسبب باحتقان او اشتعال شرارة جديدة، فهذا الشخص لا ينفع أن يكون مراسلًا ميدانيًا ناجحًا.
وعن سؤال الطالبة بيرلا، ما هي المؤهلات المطلوبة في الجانب العملاني من المراسل الميداني، لينجح بعمله؟ أجاب وهبي، قائلًا: "عملانيًا، هناك أربع أمور أيضًا مطلوبة من المراسل الميداني:
١- حسن التّحدث للكاميرا:
* التخطيط المسبق لما ستقوله من البداية حتى النهاية.
* عدم الارتباك او اظهار الخوف مهما حصل من حولك.
* الانتباه الى صياغة الجمل في شكل سليم وتفادي الأخطاء اللغوية.
* المواظبة على تمارين النطق.
٢ - المام بتقنيات المونتاج:
أسهمت الهواتف الذكية من خلال تطبيقات عدّة متوفرة في المتاجر الالكترونية في جعل تقنيات المونتاج متاحة لكل من يرغب من دون مجهود كبير أو دراسة جامعية.
٣ - حد أدنى من القدرة على مراقبة جودة الصوت:
الصوت عنصر أساسي جداً يضمن نجاح التغطية لذا على المراسل الميداني أن يحرص على جودة الصوت سواء كان صوته هو أو صوت الضيف الذي يقابله.
٤ - خبرة في التصوير باستعمال كاميرا الهاتف:
قد يكون المراسل الميداني وحده على الأرض لذا عليه أن يكون قادرًا على تولي مسؤولية التصوير إلى جانب إعداد المادة الخبرية.
وأختارت بيرلا إبراهيم سؤال يزبك وهبي، كيف يستطيع المراسل الميداني أن يطوّر نفسه ويحافظ على نجاحه؟ فردّ قائلًا: "أيضًا هنا لدينا أربع نقاط للتكلم عنها:
النقطة الاولى: متابعة عمل الآخرين، يجب أن يطّلع المراسل الميداني على التحقيقات والتقارير التي يقدمها زملاؤه في مؤسسات إعلامية أخرى إذا كانوا يغطون الموضوع نفسه الذي يعمل هو عليه، هذا الامر ليس من باب مقارنة عمله بعمل الاخرين، إنما ليعرف كيف يقيّم عمله بموضوعية، من دون أن يتأثر فقط بالتعليقات السلبية أو الايجابية التي يقرأها على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبارات التشجيع التي يتلقاها من أهله أو أصدقائه.
النقطة الثانية: النقد الذاتي، كما على المراسل الميداني أن يشاهد ويتابع عمل الاخرين، عليه أيضًا أن يشاهد بعد عودته إلى منزله أو إلى الفندق إذا كان في منطقة بعيدة أو خارج البلاد، التقرير الذي أنجزه أو التغطية التي قدمها وينتبه أين وقع بأخطاء لغوية أو هفوات غير مقصودة في المضمون ربما، أو يجوز أن يخونه لتعبير في حال كان في نقل مباشر. إذا كان قادرًا دائمًا أن ينتقد نفسه بهدف التصحيح وتفادي الأخطاء وليس لتدمير الذات طبعًا، يضمن عندها استمرار نجاحه.
النقطة الثالثة: الاطلاع الدائم. لو مهما كانت ظروف العمل الميداني صعبة ولو مهما كان مصابًا بالتعب، فقد أصبح في متناول يدي المراسل الميداني في هذه الايام أداة مهمة جدًا لم تكن موجودة قبل عشرين سنة، وهي الهاتف الذكي الذي يسمح له بان يعرف من خلال الاتصال بشبكة الانترنت كل ما يحدث في أي مكان في العالم وأن يقرأ أي تحليل كتب ويشاهد أي فيديو انتشر. الاطلاع أمر ضروري جدًا حتى يوسّع المراسل الميداني نظرته للموضوع الذي يغطّيه ويعرف تفاصيل معينة ممكن أن تكون مفيدة له لمواصلة تغطيته الحالية أو قد تكون مفيدة في تغطياته المستقبلية.
النقطة الرابعة: متابعة دورات تدريبية في مجال العمل الميداني للمراسل وتحديداً دورات الكترونية، لأنه من الممكن من خلالها أن يستفيد كثيرًا من دون أن يخسر وقتاً بالتنقل من مكان لآخر، وطبعًا الفضاء الالكتروني يمكن أن يفتح له مجال المشاركة في دورات يشرف عليها صحافيون معروفون أو مُدَرّبون مختصون من دول أجنبية.
خلال الحلقة، قام الإعلامي اللبناني يزبك وهبي بامتحان الطالبة الجامعية بيرلا إبراهيم من خلال تمارين معروف باسم "Stand up" أي عندما يظهر المراسل الميداني ضمن التقرير، يقوم من خلاله بعرض خلاصة واستنتاج. وطلب منها أن تقف أمام الكاميرا وتحضر النص الذي يعيطها إياه...
في نهاية الحلقة، استكملت بيرلا إبراهيم القسم الثاني من المسابقة التي بدأت فيها في معرض الحلقة، حيث جرى طرح أسئلة من قبل الطرفين، ففازا كليها وتعادلا.
يذكر أنَّ "كن صحافيًا" هو برنامج تعليمي تثقيفي يقدم فيه الإعلامي المحترف يزبك وهبة معلومات قيّمة بالإشتراك مع الصحافية بيرلا إبراهيم.