سلّطت الحلقة الأولى من برنامج هي نون على التداعيات النفسية للزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من شهر فبراير الفائت، حيث انشغل العالم بأسره بأضرار الزلزال وتداعياته الصعبة على البشر والحجر، بالإضافة إلى التركيز على حملات الدعم الإغاثية؛ ولكن هذه المساندة على ما يبدو لن تكون كافية، فبطبيعة الحال يحتاج المتضررين من آثار هذه الكارثة على نفسياتهم ربما أيام أو شهور أو سنوات لتغطي زوبعة ما عاشوه في ذلك اليوم المشؤوم، فبحسب الاختصاصيين، يعيشون الآن صدمة وأزمة نفسية ستتخطى المعقول والمتوقع.
وانطلاقًا من كل ما تقدم، كرّست أخبار الآن هذه الحلقة من "هي نون" للإضاءة والحديث أكثر عما يعرف بـ "صدمة ما بعد الزلزال"، حيث استضافت الإعلامية رانيا مذبوح، كل من المؤثرة والإعلامية لين أبو شعر والمعالجة النفسية رندا عباس.
وفي هذا الصدد، قالت لين أبو شعر: "المتضررين يحتاجون مساعدات مادية ونفسية، وكان يجب أن يرى الناس حجم الكارثة ومدى حاجة المتضررين للمساعدات الإنسانية.. وكان لمواقع التواصل الاجتماعي أثر كبير في عملية الإنقاذ والمساعدات ونحن كمؤثرين كنّا بمثابة صلة موصل بين فرق الإنقاذ والعوائل الناجين والمتضررين".
وعن الطريقة المثلى للخروج من هذه الأزمة والتأقلم مع الواقع، قالت رندا عباس: "أولًا على الإنسان أن يستوعب أنَّ الذي حدث هو كارثة كبيرة، فالمراحل التي يمرّ بها تكون متتالية، بدءًا من الصدمة، ثم الهلع، بعد ذلك الخوف، إلى أن في الأخير يتصرف وكأنّه لم يحدث شيء كونه لا يستطيع تقبل واقع ما حدث ".
أما عن كيفية تخطي الأطفال لتلك المرحلة المؤلمة، تشرح رندا عباس "الصدمة تختلف حسب عمر الأطفال، ومن المهم توفير الرعاية لهم، والحب والشعور بالأمان".
إلى جانب ذلك، شددت لين أبو شعر إلى أهمية توعية رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الأشخاص الذين حاولوا توظيف الفاجعة لكسب المال. وبدورها أكّدت رندا عباس إلى أنّه يمكن اعتبار أنَّ سلوك المستهزئين ناتج عن أزمة نفسية.
كذلك أشارت رندا إلى أنَّ دور الإعلام والمسؤولين في مساعدة المنكوبين يكمن في متابعة المتضررين من الأزمة إلى ما بعد الزلزال من خلال الإضاءة على ما يحتاجونه، كما أنّه من المهم أن يحتضنونهم ويتابعونهم لسنوات متتالية.