تشاهدون في حلقة جديدة من برنامج النقاش مع جنان موسى، قصصًا مختلفة من الأمل والنجاح للاجئات سوريات أجبرتهنَّ الظروف على الخروج من بلادهن واللجوء إلى بعض الدول الأوروبية الأكثر أمانًا من أجل البحث عن مستقبل أفضل لهنَّ ولعائلتهنَّ، حيث استطعن باختلاف أعمارهن ومستواهن التعليمي من إثبات جدارتهنَّ وأنهنَّ قادرات على أن يكنَّ عنصرًا فاعلًا داخل مجتمعات اللجوء. فلم تتوقف المرأة السورية عن السعي جاهدةً لتحسين وضعها المعيشي، فنجحت بالانخراط في سوق العمل من خلال إطلاق بعض المبادرات والمشاريع الصغيرة.
وبطبيعة الحال إنَّ هذا الواقع حقق للمرأة السورية الاستقلالية ربما لم تكن لتبلغها لولا وصولها إلى أوروبا، واليوم هي عاملٌ إيجابي مؤثر في البلد المستضيف، حيث تتحدث بلغته وتكون مبادرة لعدّة مشاريع.
في خامس حلقات برنامج النقاش مع جنان موسى، تناقش الزميلة جنان موسى مع ضيوفها وضع المرأة السورية وقصص النجاح التي حققتها في بلدان اللجوء، مستضيفةً ديما الأكتع، العداءة السورية والناشطة في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، وأيضًا السيدة رزان الصوص، صاحبة معمل أجبان.
حكاية العداءة ديما الأكتع
من الضعف تولد القوة، ومن العجز يولد الانتصار، تلك هي قصة ديما الأكتع عندما فقدت ساقها بقذيفة خلال حرب سوريا لتحصل على حقّ اللجوء إلى بريطانيا مع عائلتها عام 2017 عن طريق المفوضية السامية للأمم المتحدة. كانت رياضة المشي أبرز ما يميّز حياة ديما في سوريا ولم تمنعها ساقها الاصطناعية من الاستمرار في ذلك لتكون عدّاءة ملهمة بقصتها لكثير من قريناتها. فكانت أول مبادرة لها المشي لمسافة أكثر من ميل لجمع تبرعات لمخيم اللاجئين في اليونان، لتبدأ قصة نجاحها رغم الأوجاع، للمشاركة في نصف الماراثون من أجل توفير عمليات لأطفال سوريا الذين بترت أطرافهم. وبذلك تكون ديما مصدر الإلهام التي حولت المحنة إلى منحة.
حكاية رزان الصوص
السيدة رزان الصوص التي حولت بحثها عن جبنة الحلوم في بلد اللجوء بريطانيا إلى قصّة نجاح بدأت بفكرة بسيطة لتتحول إلى شركة "Yorkshire Dama Cheese". واجهت رزان تحديات كثيرة، لكن دعم المجتمع المحلي لها كان حافزاً في الاستمرار لتحقيق حلمها وانتاج أنواع مختلفة من الأجبان والتي أطلقت عليها اسم "Squeaky"، ليكون العام 2016 نقطة تحول في حياتها مع زيارة الأميرة آن، ابنة الملكة الراحلة إليزابيت لمصنعها، لتصبح جبنة "Squeaky" المعروفة بنكهاتها الشهية تباع في كلّ أنحاء المملكة وأثبتت بذلك أنَّ تحقيق النجاح قد يبدأ من لا شيء.
وبالفعل قصص النجاح، أجبرت البعض في المجتمعات الأوروبية على تغيير النظرة النمطية التي رسمتها عن اللاجئات وطرحت صورة مشرّفة عن المرأة السورية.