تناقش الإعلامية جنان موسى في حلقة الأسبوع من برنامج "النقاش مع جنان موسى" قضية لقاحات كورونا، وهل تُعد اللقاحات حبل نجاة أم مؤامرة؟ وتستضيف من لندن الدكتور أحمد سلمان مدرس علم المناعة في جامعة إكسفورد، ومن كندا الدكتور حسان المصري طبيب معالج بوحدة العناية المركزة لمرضى كورونا في إحدى مستشفيات كندا، ومن القاهرة الدكتورة داليا السمهوري مديرة برنامج الاستعداد للطواريء واللوائح الدولية بمنظمة الصحة العالمية لإقليم الشرق الأوسط، وذلك للحديث حول القضية.
في بداية الحلقة؛
بدأت موسى بالحديث عن العنوان الأبرز لعام 2020، وهو وباء كورونا، وتحوله مع دخول العام الجديد 2021 إلى عنوان آخر هو "اللقاحات"، وأشارت إلى الجهود التي تبذلها في هذا الصدد حكومة دولة الإمارات لأجل حماية كل من يعيش على أراضيها، ومع صراع العالم للوصول إلى اللقاحات، بدأت تمنعات البعض وتخوفات الآخرين على السوشيال ميديا، ليتحول بعض ذلك إلى نظرية مؤامرة كبرى حول اللقاحات، ليبرز السؤال الكبير: هل لقاحات كورونا حبل نجاة أم مؤامرة؟ وتطرح موسى السؤال للجمهور من المتابعين لمنصات الآن على السوشيال ميديا: هل ستأخذ اللقاح عندما يتوفر في بلدك؟ تلى ذلك تقرير تعريفي بموضوع الحلقة.
وبدأ دكتور سليمان من إكسفورد بالحديث عن أهمية اللقاحات والوصول إلى المناعة الجماعية عبرها كطريق وحيد للتخلص من الجائحة، مشيرًا إلى معدل الأمان العالي للقاحات، ومؤكدًا على خضوعها لاختبارات وشروط شديدة جدًا لضمان أمانها، وأن الفائدة للقاح عالية جدًا، وأعراضها الجانبية مقبولة جدًا، يمكن التخلص منها خلال يوم أو يومين على الأكثر. وتابع دكتور المصري أن لا حل إلا اللقاح الحالي المتطور والآمن جدًا، لتطوره العلمي الهائل، وأكد على تناوله اللقاح مع وجود ألم خفيف في الجرعة الاولى بينما الأخرى كانت مجرد بعض التداعيات اختفت بعد ساعات. وأضافت الدكتورة السمهوري أنه يجب أن نفرق بين طرق الاستجابة بين الدول لاختلاف الانظمة الصحية في الدول، لكن الأساس في أي دولة هو تقليل أعداد الإصابات والوفيات، وكيف تتأثر الخدمات الصحية الأخرى الأساسية التي لا علاقة لها بكورونا، وكذلك النظر إلى الكوادر الطبية والأجهزة الأخرى، إلى جانب الأجراءات الأخرى الاحترازية.
في خلال الحلقة؛
واستعرض البرنامج تقريرًا حول عمليات التلقيح الجارية حاليًا في العالم، موضحًا أشهر البلدان التي عملت على إنتاج اللقاحات، وتبع ذلك النقاش حول القضية، حيث تحدث الدكتور سليمان عن أن السيطرة على الوباء لها طريقان؛ إما طريق مناعة القطيع أو اللقاح، وأشار إلى أن اللقاح هو الطريق الأمثل ضمانًا لعدم الضغط على النظام الصحي في البلاد، وهو ما يقلل نسب الوفاة، بما يسمح بتكون مناعة القطيع وسيظل التحدي الأكبر هو إنتاج كميات كبيرة من اللقاح ووصولها إلى كل دول العالم، وأكد أن عودة العالم إلى طبيعته سيستغرق مدة عام على الأقل من الآن. وأفاد دكتور المصري أن العلم وأبحاث التطعيم أكدت أن اللقاح يعطي مناعة كبيرة بعد جرعتين، وأشار إلى أن وجود اللقاح سيقلل من حالات الوفاة حتى لو كانوا تناولوا الجرعة الأولى فقط، ون البشرية لا يزال بإمكانها منع الوفاة، إلا أنه أشار إلى عدم توافر لقاحات كافية في كندا على الرغم من شرائها كمية كبيرة، نتيجة الطلب الهائل على اللقاحات حول العالم. وعاد دكتور سليمان للحديث عن تطوير اللقاح في تلك الفترة القصيرة، التي تثير مخاوف البعض، مشيرًا إلى أن 90% من الوقت كان يضيع في توفير التمويل والحصول على الأذونات الخاصة، وهو ما تعلمه العالم خاصة بعد جائحة إيبولا، ولذلك فإن الوقت المهدر كان في العمليات اللوجستية وليس في الأبحاث، وعلقت دكتورة السمهوري أن جميع النتائج يتم مراجعتها من السلطات وكذلك منظمة الصحة العالمية، تقوم بمراجعة كل نتائج التجارب السريرية، مؤكدة على أن المنظمة تقوم بمراجعة كل التجارب ورفع التوصيات عن طريق خبراء دوليين. وبالعودة إلى دكتور المصري أكد أن كندا حرصت على معالجة كبار السن والمرضى بطريقة الهجوم على المرض عبر التطوع في حملات تطعيم كبار السن، وأشار إلى أنه من ضمن 120 ألف شخص تلقوا التطعيم، أظهر 10 أشخاص فقط أعراضًا، بينهم شخص واحد دخل المستشفى. وأرجع السبب في سرعة التطعيم بسبب الإمكانات الهائلة التي رصدتها الحكومة الكندية بضح الأموال الكثيرة وتوفير طاقات بشرية كبيرة يثق فيها الناس، وأكد على ضرورة الشفافية في الإعلانات عن حقيقة ما يحدث.
في الجزء الأخيرة؛
أكد دكتور سليمان على أن اللقاح يعطي استجابة مناعية أطول وأقوى وأسرع من هؤلاء الذين كونوا الاستجابة المناعية بعد العدوى بشكل طبيعي، وقالت دكتورة السمهوري أن العدد الأكبر من الدول دخلوا في مبادرات الصحة العالمية، من بينها 8 أو 9دول استطاعت تأكيد ذلك، ومنها الإمارات التي أكدت على أن خطتها للقاح تزيد عن عدد السكان، وأشار دكتور المصري إلى أنه من المستحيل أن يتم عدوى كورونا بسبب التطعيم، وأكد دكتور سليمان أن الجرعة الثانية من التطعيم يمكن أن تتم في فترة تصل إلى 12 أسبوعًا، والسبب أن الجرعة الأولى توفر على الأقل 50% من الحماية، بينما الحاجة إلى تطعيم أكثر عدد ممكن سبب زيادة تلك المدة. وأشار دكتور المصري إلى أن التجارب بعد متابعتها للمتطوعين ربما تعطي اللقاحات مناعة لمدة عام، وهو ما أكده دكتور سليمان، وأضاف أن الفترة يمكن أن تمتد إلى سنتين أو ثلاث سنوات. وأشارت دكتورة السمهوري إلى أن التحور للفيروس أمر طبيعي، وأن اللقاحات مطمئنة إلى الآن بالنسبة للتحورات الجديدة.
للمزيد من تفاصيل الحلقة، تابعونا على منصة الآن.