ما يزال العالم مصدومًا من هول الفاجعة التي ألمّت بشعبي سوريا وتركيا. فما حدث مأساة إنسانية فاقت كل التوقعات. وفي التفاصيل، هزّ زلزال قوّته 7.8 درجات، تركيا وسوريا فجر الإثنين 6 فبراير 2023 وأغرق المنطقة بالحزن والأسى، حيث قتل آلاف العائلات، وشرّد عشرات الآلاف فيما يقبع المئات في المستشفيات ومنهم من بقي تحت الأنقاض لغاية الساعة. فمع مرور أربعة أيام على هذه الكارثة الطبيعية، هل ما زالت فرصة بقائهم على قيد الحياة وفيرة؟
نأملُ ذلك وأن يتمَّ انتشال كلُّ نفسٍ طيّبة من تحت الرّكام. فالمشاهد التي نستعرضها لكم في الفيديو أدناه، تُظهر الدّمار الهائل الذي لحق بالمباني السكنية التي اهتزت وسقطت على بكرة أبيها، ففاحت رائحة الموت في كل مكان. ولغاية الساعة يواصل عمال الإنقاذ في تركيا وسوريا من أبناء البلدين والدول المجاورة، جهودهم في البحث عن ناجين تحت الأنقاض وسط أجواء البرد الشديد الذي حوّل الظروف المعيشية للناجين إلى جحيم، خاصّةً أولئك الذين ليس لديهم أي مكان يذهبون إليه.
فكما قال مالك إبراهيم الذي يبحث عن ثلاثين من أفراد عائلته العالقين تحت الأنقاض في قرية بسنايا على الحدود مع تركيا: "إنها كارثة.. ذكرياتنا دفنت تحت الأنقاض ونحن شعب منكوب بكل معنى الكلمة".
إلى ذلك، تبقى عيوننا شاخصة نحو مستقبل المنطقة أو بالأحرى مستقبل الأرض.. ماذا سيحدث بعد هذا الزلزال المدمر؟ وما الذي ينتظر البشرية؟ وهل تشهد أي من الدول المجاورة لـ سوريا وتركيا على مصير مماثل محتمل؟ كلّ هذه الأسئلة تبقى إجاباتها رهن الساعات أو الأيام أو الأشهر أو حتّى السنوات الطوال القادمة.. فليس بمقدورنا الآن غير الصلاة وطلب الرحمة لكلّ من قضى في زلزال تركيا وسوريا.