اختار الأسبوع الثاني من شهر فبراير/ شباط 2023 أن يبدأ على شكل مأساة شلّت الحياة بكل من سوريا وتركيا، فثوانٍ مرعبة في فجر يوم الإثنين 6 فبراير، كانت كفيلة بإنهاء حياة آلاف الأشخاص، فاهتزت المباني وخسفت الأرض وابتلعت كل من كان نائمًا، فأصبحت رائحة الموت أين ما كان. وبحسب التقارير، إنَّ المنطقة لم تشهد هكذا زلزال منذ عقد من الزمن. فقيل عن تنبؤات سابقة وتوقعات باستمرار الارتدادات وخطورة حدوث تسونامي. ويبقى السؤال: ما الذي ينتظر تركيا والبلدان المجاورة؟
ويكشف الفيديو أدناه حجم الدّمار الذي خلّفته هذه النكبة في الحجر والبشر، ناقلًا بالصوت والصورة وجع الناجين وصراخهم في مشهدٍ يدمي القلب. فذاك الذي رأى المباني تنهار وتسقط أرضًا أمامه، وذلك الذي ينتظر إجلاء شقيقه وأولاده السبعة من تحت الأنقاض، وآخرًا في قلبه غصّة وفي عينه دمعة، يكشف عن "أنَّ اثنتي عشرة عائلة ما زالت تحت الأنقاض". وما أقصى المشهد حينما ترون دموع السماء تندمج مع دموع أولئك المفجوعين على ذويهم المحاصرين تحت الأنقاض أو المتحسرين على مصابهم الأليم. فبين انتشال جثة طفلة أو امرأة أو رجل من تحت الركام، صورةٌ واحدةٌ تؤكّد أنَّ هذا التاريخ المشؤوم سيبقى في ذاكرة كوكبنا المتّقد على عرش الفضاء الواسع الصامت.
كلّ هذه الكلمات لا تكفي لنعبّر لكم عن هول المشهد في تركيا وسوريا، وتبقى المشاهد الحيّة هي الناطق الوحيد بفظاعة ما خلّفه الزلزال من دمار وقتل وتشريد.