الحس الصحفي هو أهم ما يميزها كصحافية، فمن خلاله تقود رحلتها في البحث الاستقصائي عن الحدث لتكشف للرأي العام حقائق لم يسبق لأحد في مجالها أن كشفها.. إنّها صفاء صالح، زميلتنا في أخبار الآن التي تتواجد حاليًّا في أوكرانيا لتغطية التطورات الميدانية في حرب روسيا على أوكرانيا. وهي بصدد العمل على العديد من القصص التي ولدت من رحم المعاناة للشعب الأوكراني؛ فـ هدفها أن تصل لأكبر قدر ممكن من جرائم الحرب الروسية ضد أوكرانيا التي لم توثّق إعلاميًّا، والتي يمكن أن تكون في يومٍ من الأيام عاملا قويا في محاكمة بوتين بتهمة "جرائم الحرب". كما أنّها بصدد البحث الدقيق عن جرائم الحرب التي لم يستطع أي صحفي آخر أن يصل إلى ضحاياها ويقابلهم.
حاولت أن أنقل لكم معاناة أهالي القرى في المناطق المجاورة لجبهات القتال، درجة الحرارة -٧ تحت الصفر، مع وجود الشمس كان -٣ تحت الصفر، الأطفال والعجائز يموتون بردا
الصوت في نهاية الفيديو هو صوت المدفعية الروسية التي لا تنقطع عن ضرب البلدة
@safa_ss #روسيا_تغزو_أوكرانيا pic.twitter.com/sFan9ZOxxs— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) January 25, 2023
صفاء صالح.. بطاقة تعريف
صفاء صالح، صحافية استقصائية مصرية، لها باع طويل في مجال الصحافة ما يقارب الواحد والعشرون عامًا، منهم اثنا عشر عاما من التغطية الميدانية لأحداث العنف والنزاعات والثورات والحروب في كلّ من ليبيا، اليمن، العراق، سوريا، أفغانستان، أوكرانيا، مصر وتونس.
تملك صفاء في رصيدها المهني حتى الآن العديد من الجوائز الصحفية العربية والدولية، وصل عددها إلى أربع عشرة جائزة، منها جائزة الاتحاد الأوروبي باسم سمير قصير عن أحسن تحقيق صحفي بالوطن العربي، وجائزة التميز الإعلامي العربي من جامعة الدول العربية وجوائز نقابة الصحفيين المصرية. هذا وكانت تشغل منصب رئيس وحدة التحقيقات الاستقصائية في جريدة مصر اليوم، وأيضًا كانت المراسلة الحربية في الجريدة على مدار سنوات.
تشغل صفاء حاليًّا منصب محرّر أول تحقيقات ومراسلة حربية في "أخبار الآن"، كما أنّها مثّلت قناة الآن خير تمثيل كأحد أعضاء لجنة تحكيم "جائزة سمير قصير لحرية الصحافة" بدورتها السابعة عشر التي أجريت فعالياتها يوم الأربعاء 1 يونيو 2022.
وفي هذا المقال، سوف نغطي أهمّ إنجازاتها الموثقة في تقارير أخبار الآن، بالإضافةِ إلى الأحداث التي غطتها من الميدان وموقع الحدث لصالح أخبار الآن، كما سنطلعكم حصريًّا على بعض المهمات الصحفية الاستقصائية التي هي في صدد العمل عليها الآن.
إنجازات يحلم بها كل صحفي استقصائي.. حققتها صفاء صالح بمهنية واحترافية
تخبرنا الزميلة صفاء صالح أنّه في البداية كان نطاق عملها، هو التحقيقات الصحفية والاستقصائية والميدانية في مسقط رأسها مصر، ثم عملت بعد ذلك في التحقيقات الإنسانية كونها حصلت في العام 2010 على منحة في تغطية قضايا التنوع والقضايا الإنسانية من معهد التنوع الإعلامي البريطاني في لندن، كذلك حصلت في يناير 2011 على منحة ثانية لصحافة العمق في واشنطن العاصمة (Washington, D.C). ومن خلال النقاط أدناه، يمكننا ذكر بعض من إنجازاتها وتغطياتها الصحفية الاحترافية:
• حازت على المركز الأول في جائزة سمير قصير عام 2010 عن تحقيق "بنات التبغ" كأفضل تحقيق استقصائي.
• عملت بالتغطيات الميدانية بالثورة الأولى في ليبيا عام 2011.
• عملت بالتغطيات الميدانية بثورة يناير المصرية وواكبت أحداث إزالة حكم الإخوان عام 2013.
• حازت على المركز الثاني في جائزة سمير قصير عام 2014 عن تحقيق "العنف ضد المسيحيين في صعيد مصر".
• واكبت أحداث ليبيا عام 2014 مع بداية ظهور أنصار الشريعة وفصل الشرق عن الغرب في ليبيا، كما أجرت أول حوار مع الضابط العسكري الليبي خليفة حفتر من داخل القاعدة الجوية التي قصفت بعد يومٍ من الحوار في بنغازي.
• غطت أحداث في تونس عام 2014 وأحداث عنف ضد المصريين في ليبيا بسبب سيطرة أنصار الشريعة.
• في العام 2015، كانت صفاء أول صحافية عربية تغطي ميدانيًّا حرب اليمن مع بداية استلاء الحوثيين على الحكم، حيث تجولت في كل محافظات البلاد في الوقت الذي كان الصحافيون يخطفون من شوارع صنعاء. كما نفذت جولة في مضيف "باب المندب".
• وفي العام 2015، غطت أيضًا حرب العراق الأولى "تحرير سنجار" التي كانت أولى المعارك التي ينهزم فيها تنظيم داعش في العراق.
• كانت أول صحافية تنفيذ فيلم عن اغتصاب وبيع الإيزيديات في سوق الجواري في الرقة، وذلك من خلال مقابلتها للايزيديات اللاتي جرى تحريرهنَّ من داعش على يد مجموعة من الشباب الإيزيدي والمسلم.
• غطت صفاء في العام 2017، آخر معركة لتنظيم داعش في العراق "معركة تحرير الحويجة" في كركوك. وفي أكتوبر من العام نفسه، كانت الصحافية العربية الوحيدة التي قامت بتغطية "معركة تحرير الرقة".
ما هي الأحداث التي سبق لـ صفاء صالح أن غطّتها لـ قناة الآن؟
انضمت الزميلة صفاء صالح لفريق "أخبار الآن" في العام 2019، حيث عملت من مصر، ثم انضمت لفريق العمل في مكتب دبي عام 2020. ومن الأحداث التي غطّتها نذكر ما يلي:
• أحداث أفغانستان، استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان، حيث قامت بتغطية ميدانية للحرب هناك ولحركة المقاومة ضد طالبان وانتهاكات طالبان ضد الشعب الأفغاني. وأبرز ما ركزت عليه في مواكبتها للملف الأفغاني ومعاينتها للمشهد الأفغاني من ناحية "هل طالبان بدّلت فكرها أو لا؟" و"كيف يحكمون الشعب الأفغاني؟"، بالإضافةِ إلى تركيزها على القضايا الإنسانية في ما يخص المرأة الأفغانية وعلى قضية تعليم الفتيات.
• الحرب في أوكرانيا التي تزورها حاليًّا والتي تعمل ميدانيًّا على أراضيها، والتي سبق لها أن غطت هذه الحرب في سبتمبر من العام الفائت، حيث ركزت في تغطيتها على المناطق الأوكرانية التي كانت تحت قبضة الروس، والتي لا يدخل إليها أحد بسبب ضرب الصواريخ والمدفعية؛ ففيها ارتكبت روسيا جرائم حرب ضد الشعب الأوكراني. ومن هذه المناطق قرية على بعد 300 كيلومترًا من "خاركيف"، وهي تعاني من أزمة غاز وكهرباء وتدفئة بسبب قصف الروس لكل مراكز الغاز والكهرباء، وبالتالي بدأت الناس تعود إلى استخدام الخشب الذي يأتي به متطوعون بسرعة قصوى لأنَّ القرية قد تكون عرضة للصواريخ الروسية.
ونتابع مع تغطية صفاء للحرب الأوكرانية، حيث انفردت و"أخبار الآن" بمقابلة عيسى أكاييف، قائد كتيبة تتار القرم والمنسق للجبهات الإسلامية بصفة عامة في الدول المضطهدة سابقًا من روسيا الذين بمعظمهم مسلم أوكراني، واستوضحت منه كيف هم يواجهون روسيا على الجبهة الأوكرانية؟ وماذا عن موقفهم من الحرب مع روسيا؟
وتحرص صفاء في "أخبار الآن" على تغطية قصص الناس في أوكرانيا، فبحسب قولها "نحن نهتم بالبشر كإنسان، الناس تعاني كثيرًا من الحروب المنتشرة حول العالم، ووظيفتي أنا كمراسلة تحقيقات أن أحوّل أرقام الضحايا إلى قصص من لحم ودم، تشعر بها الناس ويدركوا معنى الحقيقي لمعاناة الحرب".
كذلك غطّت صفاء قصص حصرية لم يسبق لأحد أن غطاها من ذي قبل، مثل قصّة بوتشا التي تمّ ربطها ببغداد ووجه التشابه بين بوتين وهولاكو، حيث استعرضت ما الذي حصل في بوتشا من وجهة نظر جديدة، بالإضافةِ إلى أنّها رصدت شهادات حصرية من شهود عيان وضحايا. كما أنّها دخلت إلى مناطق في غاية الخطورة على الجبهة لم يسبق لأي صحفي أن دخلها في ذلك الحين، مثل سوليدار وباخموت وغيرهما كثير. كذلك استحصلت على شهادة من ضحية جرى تعذيبه على يد مجموعة فاغنر.