اغتصب الأطفال وقتلهم واقتُبست منه أشهر أيقونات الرعب.. أنتم على موعد مع قصّة مثالٍ حيّ لما يمكن أن يكون عليه الكابوس.. كابوس "المهرج السفاح". أنتم على موعد لسماع قصّة جون واين جاسي الذي عُرف فيما بعد بالمهرج السفاح، الذي ولسنوات كان يرسم الألوان على وجهه ليضحك الأطفال بل الجميع، لكنّه في واقع الأمر يكدس الجثث بقبو منزله.
القصة من البداية تبدأ مع طفولته. وُلد جون واين جاسي بولاية شيكاغو الأمريكية في مارس من العام 1942. يروي أقرانه أنّه كان ضعيف الشخصية، ويعود ذلك ربما بسبب تعنيف والده له، حيث كان يظهر صفات أنثوية في صغره وهذا الأمر كان يربك علاقته مع والده كثيرًا. وتظهر علاقته بأهله بانفصاله التام عنهم لمجرد إنهائه للمدرسة الثانوية، عندها انتقل للعيش في "لاس فيغاس"، قضى فيها فترة لكن دون جدوى، فلم يجد عملًا مناسبًا وعانى الفقر الشديد، رجع بعدها إلى شيكاغو ودرس المبيعات، كان جيّدًا فيها، عمل في أحد المتاجر، ثمَّ أدار سلسلة مطاعم وتزوج، وكانت حياته تبدو طبيعيّة إلى حدّ كبير، لكن شيءٌ ما كان يتشكل فيها، لكن لا أحد يعرف أو يدري. الأمر الذي لم يكن يعرفه من حوله أنّه كان خفيًّا طوال زواجه يذهب إلى أحد المتنزهات الشهيرة بتجمعات المثليين الذين يرغبون في قضاء ليلة مع غرباء، وكان هناك ينتقي جاسي الأطفال المراهقين في سن صغيرة، ويقنعهم بممارسة الجنس. هذا الأمر افتضح أخيرًا في العام 1967، عندما اعتدى جنسيًا على مراهق يبلغ من العمر ستّة عشر عامًا، عندها حكم عليه بعشر سنوات لم يقضي منها غير ثمانية عشر شهرًا بفضل حسن السلوك.
عاد من السجن إلى الحياة، وعادت له خيالاته المريضة كما إدّعى لاحقًا. طلّق زوجته الأولى، وتزوج من ثانية، حياته المهنية كانت في ازدهار. واقتحم مجال المقاولات، وبدأ يحقق فيه نجاحًا بعد نجاح، ورغم كلّ ذلك إلا أنّه لم يكفّ عن ممارساته المثلية مع المراهقين. وكان 1972 كما تبيّنَ لاحقًا، كان جاسي على موعد مع ضحيته الأولى، مراهق مثلي في سن الخامسة عشر، أغواه بالمال، مارس معه الجنس ومن ثمَّ قتله طعنًا، ودفنه في قبو بيته.
ويبدو أنَّ جاسي الأول لم يعد كما كان في السّابق، فشيءٌ ما تغيّر للأبد، وكما أنَّ وحشًا قد انطلق بلا رجعة. أصبح عدائيًا وطلّق زوجته الثانية، وبدأ جرائمه بنفس طريقة الجريمة الأولى، أغواء، جنس، قتل، وأضاف إليها زي المهرج، ولسبب ما ارتدى هذا الزي، وصنع له شخصيةً من خياله، أطلق عليها "بوجو" المهرج، أضحكَ فيها الأطفال والكبار، يسلّي الجميع في النهار من دون مقابل. وفي الليل يتجول بزي المهرج، ويهدّد المراهقين بمسدسه، يصطحبهم إلى منزله، يمارس معهم الجنس، ثم يقتلهم ويدفنهم في قبو بيته.
وكعادة كلّ قاتل متسلسل لابدَّ أن يخطأ ومهما كان حذرًا، فعندما تأتي نهايته، يرتكب حماقةً من حيث لا يدري، أو ربما يرغب بأن يقبضوا عليه. ففي عام 1978 عدما قتل جاسي ضحيته الأخيرة روبرت بيست الذي يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا، لم يجد مكانًا للجثة في قبوه؛ وهو ما اضطره إلى التخلص منها بإلقائها في أحد الأنهار. هذا الفعل، قاد الشرطة إليه، قبض عليه وحُكم بإثني عشرة مأبّدًا حتّى 1994 عندما حوّلت السلطات العقوبة إلى إعدام نفّذ في مايو من نفس العام.
ترك جاسي، حاسّة مرعبة تعيشُ فينا، في قصصنا وذكرياتنا مع أعمال سينمائية وتلفزيونية شهيرة، فقبل أن يعدم في سجنه، كان قد رسم لوحات فنية غريبة لمهرج "بوجو" بل وباعها، وباع قصّته.. هذه القصّة آلمت عددًا من الكتّاب على رأسهم كاتب الرعب الأمريكي ستيفن كينغ الذي اقتبس منها أيقونته الغنية عن التعريف IT وأعمالٍ أخرى كثيرة.