على مدارِ سنوات.. أمتعتنا بفنّها الراقي وصوتها الجميل وحضورها الذي كان محببًا ومازال في عين الكثيرين، هي التي تربّعت على عرش نجمات الصف الأول من أولى أغنياتها "قدام الكل"، وهي التي حافظت على هذه المكانة رغم غيابها.. فالجمهور ظلَّ لها وفيًّا وابتظارها رغم ابتعادها الذي حال دون إرادتها.. فشغفها إلى الفن وحُبّها للمسرح لم يمنعاها من التفكير في العودة، وهي التي تريد أن تكون عودتها على نفس مستوى أرشيفها الفني الغنيّ بالأعمال الناجحة والأرقاع القياسية التي كانت تحققها.. نجمتنا اليوم هي الفنانة اللبنانية دارين حدشيتي التي خصّتنا بهذه المقابلة بشكل حصريّ، حيث دار بيننا حوارًا من القلب تحدّثنا فيه حول الكثير من الأور.. لذلك أن أطيل عليكم أكثر واستمتعوا في القراءة...
١- مرحبًا دارين حدشيتي، بداية اشتقنا لإطلالتكِ ولأغانيكِ، ما سبب غيابك الفعلي عن الجمهور؟
مرحبًا، إنَّ غيابي عن الساحة الفنّية له عدّة أسباب، أولًا في العام 2013 كان في جعبتي ألبومًا غنائيًّا جاهزًا يتضمن 15 أغنية، حيث حُضّر له حملة تسويقيّة كبيرة تشمل العالم العربي كله عبر الإذاعات، ومن خلال اللوحات الإعلانية على الطرقات، وكان من المقرر أيضًا أن أقوم بتصوير الفيديو كليبات في أستراليا كما عودّتكم، ولكن للأسف توفيَّ مدير أعمالي، وهو كان المنتج لها، ولهذا السبب توقفت عن تقديم الأعمال. ومن بعدها اجتمعت مع العديد من الشركات الإنتاجية، وأشخاص لديهم خبرة فنية وآخرين لا، فالجميع كان يريد أن يتعاون معي في أعمالٍ جديدة، ولكن صراحةً لغاية اليوم لم أجد بعد العرض المناسب، والذي بُناسب طموحاتي ومستوى الأعمال التي قدّمتها سابقًا، فأنا متعودة على ضخافة الإنتاج. فإمّا أن أعود بشكل يرضيني أولًا، من ثمَّ يرضي جمهوري، لأنّه للأسف، صراحةً ما أشاهده اليوم على الساحة الفنية، والذي يقوم به الأكثرية هو فن هابط "وما في حدا عم يغني صح"، فأنا أشاهد الطبل هو الذي يغني وليس الفنان.
٢- ذكرتِ في إحدى المقابلات الصحفية، أنّك بصدد التحضير لمشروع فيلم سينمائي من بطولك مع عدد من الممثلين. ما الجديد في هذا الخصوص؟
صراحةً، لقد قُدّم لي العديد من العروض التمثيلية، وقد أعلنتُ وقتها عن هذا الفيلم على أساس أنه سيُبصر النور ويكون على مستوى عالٍ، ولكن عندما رأيتُ أنَّ هناك خللًا وضعفًا في بعض نواحي العمل، فضّلتُ أن أنسحب من المشروع تلقائيًّا.
٣- ما هو أكثر شيء تشتاقين إليه في ظلّ غيابك عن الساحة الفنّية؟
صراحةً، أشتاق للمسرح، فهو مكان الراحة بالنسبة لي، فمهما أكون متعبة أنسى التعب فورًا، وأغني بإحساس عالي جدًّا، حقيقةً اشتقت للغناء والتفاعل مع الجمهور، واشتقت للنجاحات التي كنتُ أحققها مع كلّ عمل أطرحه.
٤- كم أغنية في جعبة دارين حدشيتي، تنتظر طرحها؟
صراحةً هناك عدد كبير من الأغنيات التي طُرحت عليَّ، هناك أغاني أحببتها، وأغاني لم أحبّها، وهناك أغاني "حلوة ومهضومة"، ولكن ليست "هيت" مثل التي كنتُ أقدّمها للجمهور. وحاليًّا هناك العديد من التّحضرات من أجل أن أختار العمل المناسب.
٥- هل وجدت شركة الإنتاج المناسبة أم لا زلتِ تبحثين عن الأفضل؟
صراحةً لم أجد بعد شركة الإنتاج المناسبة، ومنذ فترة كان هناك تحضير لكي أتعامل مع شخصًا على مستوى عالي جدًّا، ولكنَّ كان هناك أمور صغيرة لم نتفق عليها، لذلك توقفتُ عن الموضوع.. وأنا دائمًا في حالة نشاط، حيث أنني أقوم باجتماعات حول هذا الموضوع، وأعاين ما هو العرض الأنسب لي، ولكن لليوم لم أجد العرض المناسب، ولا أحد يعلم ماذا يخبئ له المستقبل ويبقى الإتكال على الله.
٦- إكشفي لنا عن سرّ لا يعرفه عنك المتابعين.
سرّ لأول مرّة أتكلّم عنه وأكشف عن تفاصيله، هو أنّه في فيديو كليب أغنية "طمني يا دكتور" الذي كان من المقرر أن يُصوّر في أستراليا، كان يجب أن يشاركني التمثيل فيه، شخص مهم جدًّا وعالمي، هو الممثل الكوميدي "روان أتكينسون"، الشهير بـ"مستر بين"، وهذه هي المرة الأولى التي يعرف فيها جمهوري عن هذا الموضوع، وبسبب الضغط العمل الكبير، تعذّر سفري إلى أستراليا وأُُجبرتً على تصوير العمل في لبنان.
٧- أي نوعية عمل تفضلين العودة من خلاله أولًا:
أغنية منفردية، أو ألبوم كامل أو ميني ألبوم أو دويتو غنائي
أنا مع الأغنية المنفردة ومع الألبوم الكامل، ليس لديَّ أي مشكلة، فالأغاني هي التي تفرض نفسها وتُحدث ضجةً، وبحسب ما يقدّمه الفنان، وبحسب الحملة التسويقية التي ترافق طرح العمل. أما بالنسبة للدويتو الغنائي أنا بعيدة عنه حاليًّا، فأنا أحب أن أُقدم العمل الذي يعيدني إلى الساحة الفنية بمفردي، ولكي لا يقال أنَّ هذا الشخص هو الذي أعادني إلى الساحة الفنية، رغم أنّه قُدّم لي الكثير من عروض الديو، لكنني لم أقبلها، وأفضل أن أعود بعمل منفرد، ومن ثم أشتغل على مسألة الدويتو.
٨- لو كانت في يدكِ عصا سحرية، ماذا كنتِ تغيّرين في العالم؟
أول شيء أعمل على أن يتوقف الشرّ في العالم، وعلى أن تنتهي جائحة كورونا التي أعتبرها بمثابة كابوس وتهديد للبشرية. كنتُ أعمل على أن أوجه الناس نحو الخير، وأن يصحى ضميرهم وتعود الحنّية إلى قلوبهم، فالطمع وحب الذات وغياب الضمير أصبح متفشيًّا بشكلٍ كبير في العالم، والشرّ أصبح طاغيًّا على الخير بسبب الابتعاد عن الإيمان والصلاة.
٩- كم تضعين علامة على 10 للأغاني الموجودة حاليًّا على الساحة الفنّية؟
صراحةً لا يمكنني أن أضع علامةً، فالقليل القليل ما زال يقدّم مغنى جيّد، فأنا أرى فقط الطبل يدّق على المسرح.. صراحةً هناك أصوات رائعة جدًّا، لكنهم لا يغنون بشكلٍ صحيح، ونجوم الصف الأول "ما عم يعرفوا يختاروا أغاني"، ولكن لا أخفيكم سرًا أنَّ هنالك أغاني مطروحة على الساحة الفنّية تُعجبني.. لن أضع أي علامة على 10 لأنّه بكل صراحة لم يعد هناك فن، للأسف، أصبح الفن الهابط هو الطاغي على الساحة الفنية.. دائمًا هناك فن هابط وفن راقي، وأتوقّع أن يعود الفن الراقي والمحترم يومًا ما، وأكثر ما يثير دهشتي في هذه الفترة هو الجمهور، وأنا حزينة كثيرًا لأنّه لم يعد هناك أشخاص يستمعون إلى الأغاني الجيّدة، فباتوا يصفقون لأي شيء ويرقصون على أي شيء، ربما لأّنَّ الناس يحاولون الخروج من اليأس الذي سببه فيروس كورونا للبعض، وأعتقد أنَّ هذا الموضوع أصبح أمرًا نفسيًّا، فلم يعد أحد يستمع للموسيقى الجيّدة.
١٠ – برأيك "السوشيال ميديا" بدّلت من معايير الفن والغناء؟
أعتقد أنًّ الوجه السلبي من "السوشيال ميديا" في هذه الأيام أصبح طاغيًّا بشكلٍ عام، فأضحى لأيٍّ كان منبرًا يقدم من خلاله محتوى على هواه، إذ بعضهم يقوم بصفصفة الكلام والإنتقاد لأمور حتّى هم جهلاء فيها. كما أنَّ النجومية أصبحت سهلة جدًّا، فيقوم أي شخص قد لا يمتلك صوتًا، وحتى تقنية الغناء الصحيحة يعرُض نفسه على منصات التواصل الاجتماعي ويصبح نجمًا في يومٍ وليلة، وأكثر ما يفاجئني في الأمر هم رواد هذه المواقع الذين باتوا يصدّقون أي شيء.. لذلك يجب أن يكون على "السوشيال ميديا" رقابة لأنَّ هذا الوضع بات يهدد الثقافة والفن في المجتمعات. ومن ناحية آخرى، لمواقع التواصل الاجتماعي وجه إيجابي، يستطيع من خلالها المستخدم إيصال الرسالة التي يريد على نطاق واسع وفي أسرع عن طريق المنبر الذي ينسأه لنفسه، ولكن بعضهم يُسيء في استخدامه كوسيلة تواصل إجتماعية، ويقومون بتوجيه الانتقاد إلى الناس كما يشاؤون، في الوقت الذين هم غير مخولون لتوجيه أي كلام بحق أي شخص. لذلك يجب أن يكون هناك ضوابطًا على هذا الموضوع لأنَّه بات يشكل كارثة تهدد الأجيال الحالية والقادمة.
١١ - كلمة أخيرة لكل متابعي تلفزيون الآن.
أشكر تلفزيون الآن على هذه المقابلة الرائعة، وأتمنى أن يوفقكم الله دائمًا، وأتمنى أيضًا أن أكون قد أوصلت رسالة واضحة من خلال إجاباتي على مجموعة الأسئلة هذه. إنشالله خير والله يوفق الجميع.