ما أجمل الحوار مع مطربة لبنانية يسكنها الغنى الفني والإحساس الراقي والجمال بكافة زواياه، اختارت أن تمشي خطوات الفن الصعبة بنفسها، معتمدةً على موهبتها وذكائها وصوتها الملائكي. فصاحبة الصوت العذب والجميل، رفعت إسم لبنان والعالم العربي مرارًا وتكرارًا في الكثير من المحافل الدولية وعلى أهم المسارح العالمية.. هي فنانة أثقلت موهبتها عن طريق دراستها للموسيقى أكاديميًّا، مجريةً العديد من الأبحاث حول الموسيقى الشرقية والغربية.. هي عبير نعمة، المطربة اللبنانية العربية التي تعاونت مع أهمّ الملحنين والموزيعين والشعراء في العالم، وهي التي استطاعت أن تغرّد عاليًّا بصوتها الذي يسمحُ لها في غناء مختلف الأنماط الموسيقية. كم جميلٌ أننا حاورناها وأجرينا معها هذا اللقاء الذي تناولنا فيه العديد من الأمور التي تختص بفنّها ورؤيتها الفنية، وأعمالها وجديدها.. فهلموا واسترسلو معنا في قراءة هذه المقابلة المليئة بالحب كقلبها الذي يخفق حبًّا وموسيقى.
١ – المطربة اللبنانية عبير نعمة أهلًا بكِ على تلفزيون الآن، بدايةً نبارك لكِ على فيديو كليب أغنيتكِ الجديدة "قديش بحبك" الذي يقترب من عتبة المليون ونصف، كيف تتلقين أصداء العمل؟
إنَّ أغنية "قديش بحبك" هي التعاون الثاني لي مع الفنان الشامل مروان خوري، وأنا أحببتُ كثيرًا هذا التعاون، بخاصة أنَّ الأغنية هذه المرّة من كلماته وألحانه ومن توزيع جورج قسيس بعد أن كان العمل من ألحانه وأقصد هنا أغنية "وينك".
أغنية "قديش بحبك" فيها أداء ومغنى لذلك أحببتها، فجميع أعمال مروان تؤثر في الناس وتصل إلى قلوبهم بسرعة كبيرة. وأنا سعيدة جدًا بتفاعل الجمهور مع الأغنية، فقد لمست حبّهم لها، لذلك اخترنا أن نقوم بتصويرها على طريقة الفيديو كليب من أجل أن تصل بالصورة والصوت لأكبر عدد ممكن من الناس.
٢ – أتى الفيديو كليب تعبيري فيه قِصّة مميزة، برأيك هل هذا الإطار الذي وضع فيه العمل، كان عنصر جذب للمشاهد؟
إنَّ المخرج إيلي فهد، إختار من خلال هذا الفيديو كليب أن ينقل قِصّة يبدو فيها الحب واضحًا، وهنا أريد أن أوجّه تحيةً كبيرةً إلى الممثل اللبناني رودريغ سليمان الذي اعتبره ممثلًا مخضرمًا وعظيمًا، هذا الصديق "الحلو"، والذي أتى العمل كثاني تعاون بيننا من بعد فيديو كليب أغنية "وينك". ونشاهد في الكليب قصة حب كبير ينتهي في مكان ما... جسّد هذا الفيديو المدّ والجزر في العلاقة التي هي بحال نزاع كبير، وأعتقد أنَّ العنصر الذي جذب الناس في العمل هو التمثيل.
٣ – الإحساس اجتمع في الأغنية بشكلٍ رهيب، من ناحية صوتك الملائكي، وكلمات وألحان مروان خوري، أخبرينا عن كواليس هذا العمل من البداية، الى مرحلة تسجيلها ثم تصويرها.
في الحقيقةِ، عندما فكّرنا أنا والفنان مروان خوري في أن نتعاون معًا بعمل جديد، كان مروان يمرّ بفترة صعبة جدًّا، بعد خسارته لوالدته، ولم يكن بمزاج جيّد يسمح له بالعمل، ولكن إصراري جعل هذه الأغنية تبصر النور .
وبالنسبة إلى كواليس تسجيل العمل كانت رائعة جدًّا وكذلك كواليس التصوير، حيث كان واضحًا جدًّا أنني انسجمت مع مخرج العمل إيلي فهد وأظن أنَّ هذا الاتفاق والمحبة والتقدير الذي كان بيننا، ظهرت نتيجته على الكاميرا، وقد قدمنا سويًّا ثلاث كليبات.
ووقع الاختيار على الممثل اللبناني رودريغ سليمان من أجل المشاركة في العمل، ومن أجل أن نُكمل القصة التي بدأناها في فيديو كليب أغنية "وينك"، والتي تعاونتُ فيها أيضًا مع الفنان مروان خوري، وأذكر جيّدًا أن رودريغ رحّب كثيرًا بالفكرة. وكنّا جميعًا في غاية السعادة والاستمتاع في موقع التصوير وشعرتُ أنني عبّرتُ جيّدًا من خلال أدائي التمثيلي، فأنا أحب التمثيل كثيرًا والـ"Storyboard" الذي نفذه المخرج إيلي فهد، فتح المجال أمامي في الحقيقة لأعيش تجربة التمثيل التي احبها. ووجود رودريغ في العمل كممثل محترف، كان إضافة كبيرة للعمل، حيث ساعدنا كثيرًا في احراز نتيجة جيّدة.
٤ – إنضميتي في الأيام القليلة الماضية إلى منصة "تيك توك"، هل فكرتِ بنوعية المحتوى الذي سوف تشاركينه مع "التيكتوكرز؟
بالنسبةِ إلى منصة "تيك توك" ، طبعًا سوف أقدّم محتوى يُشبهني. لا شك انه أصبح حاليًّا لهذه المنصة أهمية كبيرة ومكانة خاصة بين مواقع التواصل الاجتماعي، وأستطيع من خلال المحتوى الذي أقدّمه أن أتواجد عبرها بطريقةٍ مختلفة وتشبه شخصيتي إلى حدٍّ كبير، وأعتقد أنَّ الناس التي تحبني، سوف تتابعني أيضًا على "التيك توك"، وذلك من أجل أن نقدّم محتوى مختلف عن الذي نقدّمه مثلًا على موقعيّ "انستغرام"، و"فيسبوك"، فمثلًا يجب أن نقدّم المحتوى الذي فيه نوع من المرح والتسلية، وربما يكون فيه معلومات شخصية أو حتى تحدّيات "مهضومة"، وهناك فريق عمل رائع جدًّا من شركة Universal Music MENA ومن المقربين لي يساعدونني في تنفيذ ذلك. وأنا في بداية العمل على هذه المنصة، والأمر يحتاج بعض الوقت معي، وأسعى إلى أن يكون دخولي إليها بشكلٍ لطيف ويُشبهني تمامًا.
٥ – في تدونة معايدتكِ ليلة رأس السنة على "انستغرام"، ذكرتِ كلمة الحب مرتين، ومع حلول عيد الحب، هل ترين أنَّ الحب بدأ يتلاشى من هذا العالم؟ ما السبب برأيك؟
أعتقد أن زحمة الأحداث كثيرة من حولنا، ما جعل الناس منشغلة بالكثير من الأمور المربكة والصعبة، فالسنتين الماضيتين اللتين مرّتا علينا كانتا في غاية الصعوبة، فهناك أشخاص أصبحت قلوبهم قاسية لشدة ما قاسوا، فيما هناك أشخاص آخرين أدركوا قيمة الحب وقيمة الناس الموجودين في حياتهم..
الحب بالنسبة لي حياة وهو ليس محصوراً بين الثنائي، فالحب هو العائلة والأصدقاء والمهنة.. وهو موجود في كلّ مكان من حولنا، "نحنا الحب والحب نحنا". وأنا أتمنى أن لا يكون قد بدأ يتلاشى، ربما لقد أصبحنا نراه بطريقةٍ مختلفة، ولكن هو موجود في داخلنا، ويجب دائمًا أن نبحث عنّه.
٦ – أيُّ أغنية من رصيدك الفني هي الأقرب إلى قلبك، وتقولين أنَّ هذا العمل ترك بصمةً في ذاكرة الجمهور.
إنني أحبُّ كثيرًا أغنيات "وينك"و "يا ترى"، و"كل ما تقلي إنك جايي"و"حكايي"و"بلا ما نحس" التي أنا بصدد الاستعداد لطرحها قريبًا جدًاً، وهي من أجمل الأغاني بالنسبة لي، ولا أريد أن أنسى أغنية "أديش بحبك".. حقيقةً كلّ أغنية سجّلُتها لها مكانًا خاصًا وكبيرًا في قلبي. وأعتقد أنَّ موضوع الأغنية هو الذي يؤثر بالجمهور في حال شعروا أنَّها تُخبّر قصّتهم بشكل من الأشكال، وأنا أشعر أنّه هناك دائمًا أغاني تترك بصمة في ذاكرة الناس، ومن الممكن أن تكون هذه الأغاني التي ذكرتها أو ربما يكون أغاني أخرى، لأنّنا في بعض الأوقات نعتقد أنَّ هذه الأغنية سوف تكون "هيت"، ويأتي الجمهور، ويفاجأنا بخيارات مختلفة. وأنا أشعر أنَّ الألبوم هو رائع لأنَّ كلّ أغنية تُعبّر عن قصّة معينة، وكل أغنية تصل إلى فريق من الناس بشكل مختلف.
٧ – أظهرتِ في أغنية "رفعتُ عيني" التي أُهدت للبنان قدرات صوتية عالمية، وكان الفريق العمل هوليوودي، هل هذه الخطوة بداية خطوات كثيرة لـ عبير نعمة في هوليوود؟
هذا العمل نُفّذ في هوليوود مع الملحن الأمريكي "كريستوفر تين"، الحائز مرتين على جوائز جرامي العالمية، وحقيقةً كان عملًا استثنائيًّا فرحتُ به كثيرًا، وطبعًا هو بداية تعاون مع كريستوفر، وأشخاص آخرين. وسبق لي أن تعاونتُ في عدّة أعمال مع العديد من الناس من أماكن مختلفة في العالم. وأنا منذ بداياتي أسافر وأحرص على أن أقوم بخبرات موسيقيّة وإنسانيّة مع موسيقيين حول العالم. والأكيد أنَّ هذا الشيء سوف يستمرّ معي، إن كان في هوليوود أم في أي مكان آخر في هذا العالم، ودائمًا سوف أقدّم الأعمال التي ستحمل تعاونات عالمية.
٨ – أظهرتِ في فيديو كليب "بيبقى ناس" أنكِ قد تكونين ممثلة ناجحة، هل سبقَ أن عُرض عليكِ أدوارًا تمثيلية؟
إنَّ قصة فيديو كليب أغنية "بيبقى ناس"، كانت واقعية ونفذت حقيقةً في موقع التصوير، والناس الذين كانوا معنا في التصوير همّ أهل منطقة دوما في لبنان، فحضروا من بيوتهم بشكل عفوي وصورنا لقطات العمل ورقصنا وضحكنا وغنينا سويًّا ، وأنا أحب كثيرًا التمثيل، شكرًا لكَ على هذا الإطراء. وحقيقةً قدُّم لي عرضين تمثيليين، ولكن لم أجد الدور الذي أحب أن أطلّ فيه على الجمهور كممثلة على الشاشة الصغيرة بعد. وفي حال قُدّم لي عملًا دراميًّا لفتني الدور فيه، طبعًا أخوض التجربة وأشارك فيه. وسبق لي أن شاركت في التمثيل على المسرح الغنائي في العديد من الأعمال التي كانت من بطولتي. وأنا أرغب وأطمح كثيرًا في أن أدخل إلى عالم الدراما من خلال عمل سينمائي أو مسلسل يعرض على الشاشة الصغيرة.
٩ – نجاح ألبوم "بيبقى ناس" يعود إلى ...
يعود نجاح ألبوم "بيبقى ناس" إلى الناس الحلوين المقربين مني والمحطين بي ، إن كانوا من فريق عمل Universal Music MENA الشركة المنتيجة لأعمالي أو شركة Medium التي تهتم بإطلالات الإعلامية، أو إن كانوا من موسيقيين و ملحنين و موزيعين الذين تعاونت معهم، ويعودُ أيضًا إلى أهلي وعائلتي وخصوصًا زوجي الذي يقف دائمًا إلى جانبي في كلّ خطوةٍ وقرار أتخذه، وكذلك يعود إلى الناس الرائعين الذين استمعوا إلى الألبوم وأحبّوه.
١٠ – أغنية "فلو" تُذكرنا بحالة عائلات كثيرة في لبنان مع هجرة أبنائهم بسبب الوضع السيء الذي يعيشه البلد، هل تشتاقين إلى ذلك "اللبنان" النابض بالحياة؟
أنا في كلّ يوم أشتاق إلى لبنان، في كلّ لحظة يتدهور فيها الوضع أكثر، وأشعر أننا نتسابق مع الوقت كي نستطيع ولو قليلًا إنقاذ ما تبقى من هذا الركام والدمار الذي أصاب لبنان على الأصعة كافة، ولبنان حاليًّا ينازع يومًا بعد يوم.. نعم أنا أتمسّك بصور، وبقصص نخسرها يوميًّا، لكنني أقول طالما هناك أشخاص يحبون البلد، فهو لن يموت، لو مهما استمرينا في حالة النزاع، فأنا أؤمن بالمعجزات وأنها ستغير هذا الوضع يومًا ما.
١١ – كلمة أخيرة لكل متابعي تلفزيون الآن.
أتمنى أن يبقوا دائمًا بروح إيجابيّة بخاصة في هذه الأيّام الصعبة التي نمرّ بها، فلو قست الظروف علينا أحيانًا إلّا أنّ ما بعد العسر يسرًا، فإرادة الحياة دائمًا تنتصر ونحن دائمًا على موعدٍ مع فجرٍ جديد.