يشتكي العديد من مستخدمي الإنترنت حول العالم من تطفل مستخدمين مجهولي الهوية على حساباتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، إذ أنَّ درجة الوقاحة لدى هؤلاء بلغت حدّها الأقصى في الشتم والقدح والذم بحجة أنهم يُرضون نرجسيتهم وأمراضهم النفسية، وبحجة أيضًا أنَّ لا أحد يعلم بمكانهم، فهم متخفين وراء هواتفهم الذكية أو حتّى حواسيبهم، يتطاولون على من شاؤوا من الناس بعباراتهم الرديئة كقلوبهم الخبيثة.
ومن أكثر الشخصيات المعرضة لمواجهة هكذا نوع من المستخدمين الإلكترونيين، هم الفنانين والممثلين والـ"Bloggers" والمؤثرين على "السوشيال ميديا" بشتى مجالاتهم. فكثيرًا ما نسمع ونعاين قصصًا لفنانين يعانون الأمرّيين في هذا الخصوص، حيث يقومون برفع دعاوى قضائية واحدة تلو الأخرى تجاه مستخدم إنترنت يسيئ إليهم ويضايقهم باستمرار بطريقته غير الأخلاقية وغير المحترمة. وغالبًا ما تكون ردّة فعلهم تجاه صاحبي الهوية الإلكترونية المتخفية قاسية اللهجة بحكم أنَّ لديهم الحق في ذلك من أجل جعل هذا المستخدم أو ذاك عبرةً لغيره من المتطفلين على حسابات غيرهم من رواد "السوشيال ميديا".
ومنذ فترةٍ ليست بالقليلة، مثلًا، كسبت الفنانة المصرية ياسمين صبري، حكم قضائي تجاه مستخدم إنترنت بتهمة السب والقذف، وذلك بمعاقبته بالحبس لمدّة سنة مع الشغل وكفالة 10,000 جنيه وغرامة 20.000 جنيه، حيث تمّ الادعاء عليه مدنيًّا بمبلغ 100 مليون جنيه على سبيل التعويض المدني المؤقت. وفي جلسة الاثنين 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 الفائت صدر هذا الحكم القضائي الذي يعتبر تأديب منصف عما اقترفه المتهم.
ويبقى السؤال، كيف تكون ردّة فعلكم تجاه مستخدم إنترنت متخفي تطاول عليكم؟ هل تلجؤن إلى القضاء من أجل التصدي لمثل هذه الجرائم الإلكترونية التي تمس بسمعة الناس؟ أم أّنّكم تتخذون إجراءات أخرى؟