هل تدخل نادين الراسي معترك العمل السياسي؟
نادين الراسي.. شخصية مؤثرة في غيابها أكثر من حضورها. فكم من إشاعات وإشاعات لازمتها في السنوات الأخيرة؟ وأكثر ما يعرف عنها، هو أنّها صاحبة الكلمة الحرّة والتصاريح النارية والجريئة.
وللإضاءة أكثر عن أحوالها الشخصية والفنية. كان لنا معها هذا الحوار المثمر بالمواضيع الحصرية لقراء موقع تلفزيون الأن.
1- ما سرّ الإيجابية الدائمة التي تتمتعين بها؟
- في خضم الظروف التي ما نزال نعيشها، نجد بأنَّ الشعب اللبناني أضحى يفتش على أقل الأشياء التي تجعله سعيدًا كي يستطيع البقاء والإستمرار في الحياة. فعلى الصعيد الشخصي أعتقد بأنَّ مشوار العذاب الذي رافقني طيلة السنوات الأربع الفائتة أثّر على نفسيتي كثيرًا. ولكن رغم ذلك، كنت دائمة الضحكة والإبتسامة بحيث كنت أوزع الفرح على نفسي وعلى كلّ من حولي. فأنا أؤمن بأنَّ الإبتسامة هي مصدر راحة للشخص المقابل. لذلك أشعر بأنني دائمًا المسؤولة عن إسعاد الناس وعن ضرورة إخراجهم من الجو السلبي الذي نعيشه، إضافةَ إلى ضرورة إبعاد نفسي عن المشاكل التي مررت بها. فلو لا هذه الطاقة الإيجابية التي أحاول أن أنشرها بقدر المستطاع على نفسي وعلى كلّ من حولي، أجزم بأنني لم أكن قادرة على الإستمرار لغاية اليوم. فالصبر والإيمان هما سببان أساسيان لتفائل الإنسان ولبقاء إبتسامته مرسومة على وجه.
2- إن زواجك من الشاب مجد دعبول تأجل لأكثر من مرّة، متى التاريخ النهائي؟
- نعم للأسف، ولا نزال نأجل الزواج بسبب ظروف البلد السيئة لأنني أرغب بإقامة إحتفالية كبيرة وأريد أن يشاركني كلّ من أحب فرحة هذا النهار.. ونتجه مبدئيًا إلى إقامة حفل زفاف صغير خلال فصل الشتاء المقبل على أن تتحسن الظروق ونقيم حفلًا ضخمًا.
3- نعلم جميعًا أنَّ أولوياتك في الحياة هي العائلة، هل نجحت فعلًا في تكوين هذه العائلة التي رسمتها في ذهنك؟
- نعم، لا تزال أولوياتي في الحياة هي العائلة، رغم التجربة الفاشلة التي مررت بها.. فأنا أحتاج دائمًا إلى أحد يشاركني الحياة بحلاوتها وبمرّها لأنني شخصًا لا يعرف العيش بمفرده. كما أنّني أسست العائلة التي أريدها ولا أزال مصّرة على الإستمرار في ذلك رغم أنّ الطريق قطع عليّ.. وأرى بأنَّ الحياة لا تنتهي عند نقطة معينة. فبالنسبة لي طالما أننّي أتنفس لن أتوقف عن القيام بالأمور التي لم أحققها من المرة الأولى والثانية وحتّى الثالثة.. فالفشل الذي مررت به في طلاقي وحياتي زوجية السابقة حتمًا يحصل في أي بيت ولم يكن أحد سعيدًا بالدخول بمعاملات طلاق مع أي إنسان.. ففي بعض الأحيان يصل الإنسان إلى عدم القدرة على الإستمرار؛ فيحاول ولكن لا يستطيع. فيبتعد وبطبيعة الحال يذهب يذهب نحو طريق ثانية. وهذه الطريق إخترتها أيضًا أن تكون العائلة. فهذه الأولويات بالنسبة لي لا ولن تتغير.
4- لو معك ورقة وقلم، ماذا ترسمين ولماذا؟
- أرسم أبنائي مارسيل وكارل يلعبون أمامي مع أصدقائهم .
5- لو لم تدخلي إلى عالم التمثيل، ما هي المهنة الأخرى التي تختارينها؟ طبيبة، محامية أو العمل السياسي؟
- في السنين السابقة كنت لأختار أن أمارس مهنة طب الأطفال أو الصحة العامة لأنني درست البيولوجيا ولكنني لم أتخصص في الجامعة لأنني تزوجت عن عمر مبكر. ولكن هذا الشي لم يمنعني من أن أتابع كلّ ما هو مختص بعالم الأحياء. فيمكن القول بأنني تابعته مع أطفالي ومع حالتي الصحية وحتّى مع أطباء أصدقائي. أمّا اليوم أفضّل أن أدخل إلى العمل السياسي لأنني أرى بأننا قادرون على التغير وإيجاد طريقة لمعالجة كلّ ما مررنا به. فليس بالصحيح أنَّ من وضع كلّ هذه المشاكل هو من يستطيع إيجاد الحلول بل إنَّ المواطن الذي عايش هذه الأحداث هو الذي يستطيع. وأكدّ بأنَّ الحقل السياسي بات اليوم يستهويني أكثر من ما مضى. وأنا لا أقول ذلك لأنني أنتمي إلى عائلة سياسية فحسب. فأنا لا أؤمن بالوراثة السياسية ولكن هي الأمور كذلك. ونحن عائلة "الراسي" مارسنا العمل السياسي بشكلٍ صحيح وصدقًا لم يمارس أحدًا منَّا الفساد السياسي. وبطبيعة الحال تعلمت كثيرًا من كلّ ما مرّوا به وسوف أعتمد على خط ونمط جديد. ولكن رغم ذلك الفكر الذي يراودني لا أنكر بأنني أفكر بالذهاب وترك البلد.
6- ما هي قراءة نادين الراسي النجمة للوضع الإجتماعي والسياسي في لبنان؟
- الوضع الإجتماعي والسياسي في لبنان كارثيّ.. "جهنّم أرحم"، فنحن محرومون من أدنى مقومات الحياة. للأسف أصبحنا نعيش في غابة. وكأنه مقصود بأن يصبح الوضع هكذا. فعندما نقول "كلن يعني كلن"، يبقى السؤال هل هناك أمل بمحاسبة المسؤولين؟ أعتقد بأنّه مع وجود هذا الفكر والنهج الذي يحاول دومًا طمس الحقائق، لا ثقة بأنّه سيقوم بالتغيير. أنا لا أرى أننا مع هذا الطاقم السياسي سوف نصل إلى أي مكان، لا حقيقة ولا غيرها ستكشف.. "يهبلوا على غيرنا.. آخر همن الشعب".
7 - برأيك ماذا يجب على الفنان أن يقدّم من أعمال في ظلّ هذه الظروف الصعبة؟
- يجب على الفنان أن يقدّم فرحة للجمهور قدر المستطاع. وأقول حقيقةً "الله يعنو". فمع انهيار العملة والوضع السيئ الذي نعيشه. الحمدالله لا يزال أغلب الفنانين قادرين على إحياء الحفلات وإطلاق الأغاني وتصوير المسلسلات. وأجد أنّه من المبكر أن يتم تصوير مسلسلات تسلط الضوء على الوضع الراهن. فهذا الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت. ولكنني أعيد وأكرر بأنَّ الكاتب قد يكون مسيسًا، فتراه يكتب العمل بالطريقة التي تريحه. فإن كنا فنانيين أو أشخاص عاديين، نحن ناس عاجزين في حال لم نبدأ بالمحاسبة الفعلية.
8 – أين يكمن الحلّ برأيك؟ وعلى من تقع المسؤولية؟
- إنَّ المسؤولية تقع على الجميع وأعتقد أنَّ الحل يكمن عندما نغير الطريقة لنستطيع أن نصل إلى نتيجة والشعب اللبناني هو الكفيل بإيجاد الحلّ فمن أخطائه يتعلم كي يستطيع أن بحلم بموطن جديد.
9 – ما هي نصيحتك للمرأة اللبنانية والعربية.
- أنصح المرأة اللبنانية والعربية بأن تربي أبنائها على حب الإنتماء إلى الوطن. فالمرأة عنصر فعال وبطبيعتها حنونة وحساسة. فهي تستطيع أن تدخل إلى قلب إبنها وأخيها وزوجها ووالدها بكثير من السهولة. فهي نقطة ضعفهم لكنها في الوقت عينه نقطة قوة. ويجب على المرأة أن لا يكون لديها وعي سياسي وإجتماعي فحسب بل إنما أيضًا أن يكون لديها وعي في الثقافة الحياتية.
10- أين نادين الراسي اليوم من صداقات الوسط الفني؟
- + الحمدالله، تجمعني صداقات بالجميع. ونعلم جميعًا بأنَّ العلاقات لم تعد كما قبل لأنها أصبحت محصورة عبر "السوشيل ميديا" عن طريق ال Like وال Comments. وأنا دائمًا أصفق للجميع والحمدالله هناك كثيرين يصفقون لي. ولا يخلو الأمر من إتصال يجري بيني وبين نادين نسيب نجيم بين الحين والآخر لنطمئن فيه على بعضنا البعض. كذلك الأمر من قبل بيني وبين سيرين عبد النور. إذًا ليس لديّ عداوات مع أيّ أحد. وأنا حاليًا سعيدة لأنني في السنوات الأخيرة كنت متفرجة. كما أنَّ دخولي إلى مسلسل زوج تحت الإقامة الجبرية أسعدني كثيرًا خصوصًا لأن مشاركتي جاءت من خلال زياد برجي وديالا الأحمر، وذلك لأقول للناس بأنني ما زلت مستمرّة.
11 – هل تخافين الموت؟
- لا أخاف الموت لأنني لم أقترف شيئًا يشعرني بأنني خذلته. فكلّ الأخطاء التي إرتكبتها في حياتي، كانت بحق نفسي أكثر من أنني أذيت أشخاص آخرين. وأعتذر من كلّ شخص ربما أذيته. وأنا أحاول قدر المستطاع أن أرضيه لأنني أحلم باليوم الذي سوف أعيش فيه سعيدة حيث سألتقي هناك جميع أحبائي الذين سبقوني وحيث سأنتظر الأشخاص الذي سيلحقون بي.. هذه الراحة التي أنتظرها والموت هو حق وحقيقة.
12 – هل أنت مع مقولة أولادكم ليسوا لكم؟
- طبعًا أكيد، أولادكم ليسوا لكم، فهم أبناء الحياة. وكل ما يطلب منّا كأهل هو أن نطلقهم إلى الحياة، ونساعدهم على أن يتعلموا وعلى أن يسلكو الطريق الصحيح. فوجودهم يحقق لنا السعادة ويشعرنا بدفء العائلة.
13 – كيف وجدتي أصداء مسلسل زوج تحت الإقامة الجبرية؟
- لقد أحبّوا المشاهدين المسلسل. فقد قدّم إليهم الإبتسامة التي كانوا يحتاجونها. فالقصة كانت "مهضومة، لذيذة، غريبة وبتسلي". وبطبيعة الحال لا يمكنني مقارنته بأعمال درامية ضخمة نافسته على رمضان. وأعتقد بأنّه كعمل كوميدي لايت أخذ حقه وقدّم للمشاهدين فرحة في مكانٍ ما. ولكن لا يمكنني أن أعتبر بأنَّ هذا المسلسل شكّل عودتي الفعلية إلى الدراما.
14 – هل من أعمال جديدة درامية أم كوميدية؟
- حاليًّا، ليس هناك من أعمالٍ جديدة. فأنا مترقبة. وكان من المفترض أن أصور مسلسلين في دبي لكن الظروف عاكستني. وأنا الآن على أتمّ الإستعداد للسفر، خصوصًا عندما قرر إبني العمل في الخارج. أتمنى أن تقدّم إليَّ عروض لأنني أرغب بالعودة من خلال عمل يشعرني أنني عدت إلى التمثيل بشكل رسمي.
15 – ما هو الدور الذي تحبين أن تكتبيه لنفسك؟
- صراحةً أنا سعيدة لأنني أكتب قصة حياتي وتجربتي هذه جاءت من خلال الثقة التي منحني إياها المخرج سمير حبشي عندما قال لي يوم تصوير أحد المسلسلات: " نادين اخرجي هيدا المشهد". فقمت بذلك أكثر من مرة وفرحت بأنني فعلتها ونجحت. وانطلاقًا من نظرتي والإحساس الذي أملك. جاءت الفكرة بأن أكتب قصتي.
16 – من هي الشخصية التي تحبين أن تمثلي قصة حياتها؟
- أريد أن أطلعك على معلومة لم أصرح بها من قبل. أنا أحب قصة حياة داليدا، وكنت أحب أن أجسد شخصيتها لو لم يتم تصوير فيلم عنها. فهذه الإنسانة تعني لي الكثير. وكلّ من يعرفني وشاهد الفيلم، يقول بأن في حياتها فيها شيئًا قليلاً من حياتك.
17 – لماذا لم تختار نادين الراسي الغناء إلى جانب التمثيل؟
- لم أختار الغناء لأنني أعتقد بأن التمثيل والغناء هما مهنتان معاكستان لبعضهما البعض على الرغم من أنني أمتلك موهبة الغناء والصوت الجميل والأذن الموسيقيّة. وإحتراف الغناء ليس بالأمر السهل، فهو يتطلب جهدًا كبيرًا، كما أنّه من الصعب أن يتماشى مع التمثيل. فالغناء يحتاج لراحة ونوم ونظام غذائي معين بينما التمثيل لا يحتاج إلى كلّ ذلك. وأقول للفنان القادر على إنجاز ذلك Bravo. ولكن من منظوري الخاص أقول بأنَّ الفنان لا يستطيع أن يكون نجمًا بالمهنتين.
18 – ما الأغنية التي تردد حاليًا على مسمعك؟
- أغنية فاضي "نشرب قهوة" أحبها كثيرًا ودائمًا أردّدها.
19 – هل فشلت نادين الراسي عربيًّا؟
- لا يمكن أن أكون قد فشلت عربيًّا وهذا الموضوع موثق من قبل الصحافة العربية. كما أنَّ أول مسلسل صوّرته كان في مصر. وأذكر حينها أنني إشترط بأن أتكلم اللهجة اللبنانية، وذلك بهدف أن يتعرف عليَّ الجمهور من خلال هويتي. وكان هذا الأمر مكسب لي. فمن بعد مسلسل "كلام نسوان" مسلسل الأخوة وولادة من الخاصرة، ومسلسل سنعود بعد قليل مع الكبير دريد لحام، عابد فهد، باسل خياط، قصي خولي... كانت لديَّ تجارب عربية الحمدالله يا ربي أعتبرها ناجحة جدًّا وبصمت وأحبَّها الجمهور وإسمي انعرف.. وأنا كنت قد توقفت عن التمثيل في لبنان وعربيًّا في الآن معًا وحاليًّا أعمل على إستعادة نشاطي في التمثيل خصوصًا عندما أتأكد إذا كنت سأتقرّ في دبي أم في لبنان. وكان لي الشرف بأنني إشتغلت عربيًّا وما زادني شرفًا أيضًا هو أنّه لا يزال لدّي جمهور يتابعني عبر مواقع التواصل الإجتماعي من تونس والمغرب والعالم العربي ككل، وحتى من فرنسا وأميركا، فجميعهم يتفاعلون معي ويترقبون أعمالي المقبلة.
20 – كلمة أخيرة إلى جميع متابعي تلفزيون الآن؟
- إلى جميع متابعي تلفزيون الآن، أقول لهم "الله يبارك بالجميع". وانشالله السعادة والفرحة لا تفارق بيوت الناس كي نستطيع أن نستمرّ.. وبأذن الله سيكون المستقبل الأحلى قريب.
حاورها: أسعد البيطار