تبدو النجمة التي لا تشبه احدا سواها ضعيفة كفتاة صغيرة، تفرحها غمرة الاحباب وقبلاتهم، فكورونا التي حتمت عليها المكوث في منزلها، خلقت في نفسها شيئا من العتب والملامة وهما على مقدار من المحبة،
فهي انتظرت ان يأتي الاحبة ويلقوا عليها السلام عن بعد، فيرطبوا اجواء الخوف، لكن طيلة فترة الحجر لم تسمع سوى هدير سيارتي الممثلتين ميشيل وهبة وتانيا صعب.
وفي أزمة كورونا، أمران يجعلان صاحبة الابتسامة الدائمة تشعر بالغضب والندم، فهي تغضب عندما ترى صور المساعدات تتجول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتندم لانها لم تتعلم القيادة ولم تشتر سيارة، فبعد الجائحة بدت السيارة امرا ضروريا للتنقل والوصول الى امام شرفة كل من تحب فتوزع عليهم ضحكتها وتتشارك معهم همومهم واوجاعهم.
يخافون من نجاحها
ليليان نمري التي امضت أكثر من 54 سنة في عالم التمثيل كانت ترغب منذ صغرها في ان تكون طبيبة أطفال او ان تؤسس فرقة للرقص تنافس فيها "كركلا"، لكن شغف الكاميرادخلها عالم التمثيل الذي قدمت فيه مجموعة كبيرة من اعمال الكوميديا والدراما.
لا تستطيع نمري ان تختار الأفضل من بين ادوارها،لكنها لا تخفي ابدا ميلها لبعضها "كالسلطانة" في "غدا يوم اخر" وهو الدور الذي اثبت جدارتها في عالم الدراما و"زلفا" في "أم البنات" و"امرأة من ضياع" وطبعا دورها الأخير "جورجيت درباس"، التي اثبتت خلاله ان النجمات لا تنتهي نجوميتهن في عمر ال60، فهي قدمته وبرزت خلاله نجمة ذهبية، فأكدت لكل المنتجين والكتاب والمخرجين ان عمر الفنان هو خبرة ومهنية واحترافية لا بد لهم من الاستفادة منها.
ومن خلال هذا الدور بالتحديد، تربعت ليليان نمري نجمة في عالم الدراما والكوميديا في ان معا، واللافت انه بعد هذا النجاح الكبير غابت نمري عن الشاشة الصغيرة، فهل يكون سر الغياب هذا مرتبط بخوف البعض من نجاحها؟
هل تغادر ليليان نمري لبنان؟
بعيدا من الاضواء والشهرة، تبقى ليليان نمري المواطنة التي تربت ببيت وطني يقدّر الجيش وقائده ويرى بهما خلاصا للوطن والمواطن.
يتعب الوضع اللبناني الحالي الممثلة القديرة، لا بل يبكيها ويؤلمها، فهي كشريحة واسعة من اللبنانيين ترغب في ان تعيش بوطن يؤمن لابنائه الكرامة والعيش الكريم ، فصحيح ان ليليان لا تملك الكثير من الملايين ولا حسابات او ارصدة لها في المصارف، لكنها تحزن عند رؤية جنى عمر ابناء وطنها يسرق أمام أعينهم.
ليليان التي أحبت الوطن وقدمت له اجمل سنوات عمرها، لا ترغب ابدا في التخلي عن أرضها وهويتها، لكنها أمام الأفق المسدود مستعدة اليوم قبل الغد ان تجمع حقيبتها وتغادر للعيش في أي دولة تستقبلها وتحفظ كرامتها و تقدّر عملها.