يغيب عن الصين أن مثقفيها وكُتابها وفنانيها هم القوة الناعمة لحكومتهم التي لا ترى إلا رؤية واحدة عبر الحزب الشيوعي الحاكم، فكل ما يخالف عرقية الحزب في بكين أو ثقافته ومعتقداته، تهديد أمني يستدعي التوقيف بل والقمع، وهو ما تعانيه الأقليات في الصين بكاملها، وفي مقدمتهم أقلية الإيغور المسلمة، والتي لا يحظي مثقفوها وكُتابها بأي دعم، إنما يتعرضون للمزيد من تكميم الأفواه والقمع والاعتقال على الهوية.
تتحدث الإيغوارية الشابة أيكنات عثمان ابنة أحد المعتقلين في تشينغيانغ إلى أخبار الآن حول افتقادها لوالدها المعتقل، والذي تحول من أديب مرموق إلى مجرد معتقل جديد ضمن آلاف المعتقلين الإيغور في تشينغيانغ، فلم تسمع عن والدها أو تصلها صورة أو فيديو منذ أكثر من أربع سنوات ونصف، والمرة الأولى التي رأته فيها كانت عبر شاشات التلفزيون الصيني الحكومي (CCTN)، ولم تشفع كل الأشعار والكتب التي ألفها "واهيتجان عثمان" ولا حتى الجوائز التي حصل عليها من الحكومة الصينية، وعلى الرغم من ذيوع صيته وشهرته، وجهت له الحكومة تهمة الإرهاب، بتهمة تأليف الكتب ضد قومية الهان الصينية، بل وأذاعت وثائقيًا باعترافاته بأفكارهم الانفصالية والإرهابية في تشينغيانغ.
يجدر بالذكر أن ابنته أكدت لأخبار الآن في المقابلة معها، إنها لم تتعرف على والدها في البداية، بعدما تغيرت ملامحه وفقد الكثير من وزنه، خلال اعتقاله، وتؤكد أن كل التهم ضد والدها ملفقة، خاصة فيما يتعلق بكتابه "البنات السبعة" المتهم بتأليفه والتحريض على قومية الهان الصينية فيه، في حين أن الكتاب تحدث عن عرقية "المانشو" ولم يتطرق إلى الهان مطلقًا حسب ما صرحت به.