تتعالى الصيحات التحذيرية كل يوم من قبل الكثيرين من علماء الفضاء ممن يراقبون حركة الأجسام فيما بعد الغلاف الجوي للأرض، وذلك بعد الزيادة المضطردة في عدد النفايات الفضائية التي تخلفها الرحلات الفضائية، وهو ما عدّه باحثون خطرًا مداهمًا تترقب الأرض حدوثه في أي لحظة، خاصة وأن تلك النفايات تتأثر بحالة الأرض ومناخها الحراري، إذ كشف هؤلاء الباحثون عن تفاقم تلك المشكلة وخطورتها نتيجة التغير المناخي للأرض، وهو ما يُشكل تهديدًا محتملاً للرحلات الفضائية الاستكشافية مستقبلاً.
وأشار الباحثون إلى أن هناك قرابة 160 ألف قطعة من تلك النفايات الفضائية أو "الخردة الفضائية"، والتي تتزايد نسبتها بازدياد حطام الأقمار الصناعية وبقايا صواريخ المركبات الفضائية، ومع ارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فإذن الغلاف الجوي يفقد قدرته على جذب تلك النفايات، والتي صُممت حين التصنيع بحيث تحترق بمجرد دخولها إلى الغلاف الجوي، وهو ما يُبقيها في الفضاء متحركة بسرعة تصل إلى 27 ألف كم في الساعة، وهو ما يجعلها مشكلة كبيرة لحركة السفر والطيران الفضائي مستقبلاً، إذ يجعل مهمة الصواريخ في مغادرة مدار الأرض أمر بالغ الصعوبة، خشية الاصطدام بأي جسم من تلك النفايات الفضائية.
يُشار إلى أن وكالة الفضاء الأوربية قد قدرت أن هذا العدد من "الخردة الفضائية" سيتضاعف إلى مقدار 50 ضعف بحلول العالم 2100، وهو ما يهدد بسلسلة من الكوارث في ظلّ ازدياد اعتماد البشر على خدمات الأقمار الصناعية بشكل مفرط.