تقدم التكنولوجيا كل يوم الجديد والجديد في كل مناحي الحياة، وذلك لأجل المزيد من الرفاهية والمتعة، وتحسين حياة البشر بوجه عام، ودخلت تكنولوجيا النانو مجال الطب والصحة بشكل واسع في العقدين الأخيرين، وعكف العلماء على تطوير واستغلال النانو في المزيد من أبحاثهم وتجاربهم التي من شأنها تحسين الصحة العامة للجسم البشري، وكان من آخر تلك التجارب النجاح في زراعة شريحة إلكترونية تحت الجلد لمراقبة صحة الجسم.
وكان علماء من جامعة كولومبيا قد نجحوا في ابتكار أصغر نظام شريحة مفردة، يتم زراعتها تحت الجلد من خلال إبره طبية، وذلك بغرض قياس درجة حرارة الجسم وغيرها من الأغراض الطبية التي تتعلق بصحة الجسد، وهي شريحة متناهية في الصغر يمكن من خلالها التحكم في الصحة وتحسينها، وتُعد تلك الشريحة متناهية الصغر أصغر جهاز إلكتروني في العالم، في شكل مكعب يبلغ قياس جوانبه "0.3" مم كل جانب، ويتم تشغيلها عن طريق محول طاقة كهرضغطية لاسلكيًا، والتواصل معها من خلال الموجات فوق الصوتية، وتعمل تلك الشريحة المزروعة على قياس مؤشرات الجسم الصحية المختلفة.
يُشار إلى أن العلماء يعكفون الآن على تطوير تلك الشرائح، لتتخطى مجرد قياس درجة حرارة الجسم، وذلك بالعمل على إضافات جديدة داخلها لقياسات مستويات الجلوكوز وضغط الدم إلى جانب القدرة على تقديم تحليل لحالة الجهاز التنفسي، ويُذكر أنه تمَّ اختبار وزراعة تلك الشرائح على بعض القوارض عن طريق الحقن العضلي.