إن أخف البعض التفاصيل، فالتجاعيد على يديها تحكي المأساة، مأساة شعب تم تهجيره قسرًا بالقوة والاحتلال، تحكي الجدة زيغريت كسازيان عن مأساة تهجير الأرمن اللبنانيين، مأساة لا يمكن أن تنساها ذاكرة الجدة منذ كانت طفلة تلعب مع الأقران في بلدتها، وحتى صارت زوجة وأمًا، إلى الآن كجدة لجيلين من أجيال الأرمن، ستبقى التفاصيل عالقة في الروح والقلب قبل الذاكرة.
يتحدث الباحث في التاريخ الأرمني فاكان داردريان عن التغييرات التاريخية التي حدثت للأرمن اللبنانيين، والذين اندمجوا كمواطنيين في العام 1923، وتم تطويره ليصبح لهم تمثيل نيابي في 1932، والتسعينيات وحتى 2015 حدث ما يعرفه الجميع وتغيرت الأحوال. بينما تقول فيرا يعقوبيان المديرة التنفيذية للهيئة الوطنية الأرمينية في الشرق الأوسط، إنه لا توجد إحصاءات دقيقة حول تعداد الأرمن، لكن الأرقام تتراوح ما بين 140 ألف إلى 160 ألف الآن، بعد عمليات النزوح التاريخية المستمرة.
ونزح الأرمنيون إلى دول الجوار كسوريا والعراق وفلسطين والأردن ومصر، وتحاول فيرا يعقوبيان إيجاد الاتصال بين الأرمن المهاجرين والعمل على تقوية الصلات بينهم وبين البلاد الموجودين فيها، وعلى الرغم من توزع الأرمن اللبنانيين على الطوائف المسيحية المختلفة، إلا أن الكنيسة الأرمينية في لبنان تسعى إلى دمهجم وجمعهم.