تُحدثنا المصادر التاريخية عن شبه الجزيرة العربية بأنها كانت في الزمن القديم تُشكل مساحات شاسعة من الغابات والنباتات الخضراء، والتي حولتها التغيرات المناخية عبر آلاف السنين إلى مناطق صحراوية، وتسعى المملكة العربية السعودية الآن، وفي إطار الرؤية المستقبلية للمملكة في 2030 إلى استرجاع تلك المساحات الخضراء، وذلك عبر مشروع طموح يتبناه ولي العهد السعودي، يهدف إلى زراعة قرابة 50 مليار شجرة في المملكة العربية ومنطقة الشرق الأوسط العربية، لتحويل كل تلك الصحاري إلى غابات مزدهرة.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قد وعد بتحمل المملكة لنصيبها من المسؤولية في حماية الأرض من التغيرات المناخية التي تتسبب بها الانبعاثات الحرارية الناتجة عن استخدام النفط، باعتبار السعودية أكبر مستخرج للنفط حول العالم، وفي سبيل ذلك قدم خارطة طريق للسعودية فيما بعد 2030، تضمنت مبادرتي "السعودية الخضراء"، و"الشرق الأوسط الأخضر"، وتهدفان إلى نقل المملكة والمنطقة العربية إلى "السياسة الخضراء" لأجل العمل على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وخلال مبادرة "السعودية الخضراء"؛ ستعمل المملكة العربية السعودية على زراعة قرابة 10 مليارات شجرة أملاً في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 130 طن في العام 2030، والعمل على تحويل قرابة 30% من الأراضي السعودية الصحراوية إلى محميات خاصة.
ويُشار إلى أن المبادرة الأخرى "الشرق الأوسط الأخضر" سيتم من خلالها استزراع قرابة 40 مليار شجرة في المنطقة، أملاً في العمل على تخفيض نسبة الانبعاث الكربوني في الغلاف الجوي بنسبة قد تصل إلى 60%، ويجدر بالذكر أن هاتين المبادرتين يمكن أن تفتحا الباب لآلاف من فرص العمل في رعاية تلك الأشجار والاعتناء بها لأجل الحفاظ على بقائها على قيد الحياة، وهو التحدي الأكبر في كل ذلك.