يعرف العاملون في مجال الذكاء الصناعي، أن الحدود التي وصلت إليها التكنولوجيا والأبحاث صار الأفق مفتوحًا أمامها لتقديم الجديد كل يوم، خاصة فيما يتعلق بصناعة روبوتات عالية الذكاء، تستخدم النانو تكنولوجي في تفاصيل صناعتها وتصميمها، وفي هذا المجال تمكن فريق علمي بحثي من صناعة وتطوير ربوتات صغيرة للغاية تعمل بنظام "ذكاء السرب" الخاص بالحيوانات والطيور، وهو ما جعل الباحثون يعتقدون أنهم من خلال تصنيع تلك الروبوتات عالية الذكاء، قد تمكنوا من إيجاد فئة جديدة وشكل جديد من أشكال الحياة، وذلك عبر ما حدث من تداخل بين علم الأحياء والتكنولوجيا غير الحية.
وكان باحثون في جامعة فيرمونت قد قاموا بعمليات بحث مطولة حول ما يُعرف باسم "ذكاء السرب" في الكائنات الحية، وهو ما مكنهم في النهاية من صناعة روبوتًا حيويًا جديدًا، وأطلق عليه اسم "Xenobots"، والذي جاء كإحدى الآلات البيولوجية الصغيرة، والتي تم إنشاؤها من خلايا جذعية من الضفادع، وتمكن هذا الروبوت ومثيله من تنظيم أنفسهم بنفس الطريقة التي يعمل بها "السرب"، واستطاعت تلك الروبوتات تذكر محيطها، والتحرك بشكل أسرع، وامتلكت قدرة على العمل بشكل جماعي، فيما عُرف باسم عملية "التنظيم الذاتي الخلوي".
ويُذكر أن نتائج تلك الأبحاث نُشرت في مجلة (Science Robotics) يوم الأربعاء الماضي، وأشارت النتائج إلى ما يمكن الاستفادة منه في تطوير واستغلال "ذكاء السرب" في صناعة الروبوتات المستقبلية، وأفادت كذلك أن هذه الروبوتات كانت قادرة على الشفاء الذاتي بشكل كبير، وهو ما يمكن استغلاله كثيرًا في مجال التطبيقات العملية في الطب الحيوي والبيئة، ويُشار إلى وجود بعض التخوفات لدى العلماء من إمكانية تسليح هذه الروبوتات مستقبلاً خاصة أن البنتاغون الأمريكي يمتلك قسمًا خاصًا لذلك يُدعى DARPA، وله محاولات سابقة في تسليح الروبوتات.