تبقى الأنانية واحدة من أبغض الصفات البشرية، والتي تسيطر على البعض من المنتهزين خاصة خلال الأزمات، وهو ما يثير اشمئزاز الجميع من هذه الصفة البغيضة، خاصة حين تتعلق بحياة الآخرين، فعلى غرار ما قام به نواب لبنان في البرلمان، قام نواب من مجلس النواب التونسي بما وصفه رواد التواصل الاجتماعي بـ"لهف اللقاح"، مما فجر موجة غضب واسعة خلال اليومين الماضيين في تونس على منصات التواصل الاجتماعي ووسط الشارع التونسي الذي غلى غضبًا لما فعله هؤلاء النواب "الأنانيون".
وكشف بعض النواب في البرلمان التونسي أن هناك بالفعل بعض المسؤولين والنواب وكبار موظفي الدولة، قاموا بالفعل بأخذ لقاح كورونا المستجد بالمخالفة للوائح والقوائم، الأمر الذي فجر غضبًا واسعًا بين عموم التونسيين، وتحدث بدر الدين القمودي، النائب بالبرلمان التونسي مصرحًا بأن: "لقاح كورونا وصل منذ مدة، ويجري الآن توزيعه على كبار المسؤولين والسياسيين والقيادات الأمنية، وللشعب رب يحميه". ونفت رئاسة الجمهورية التونسية الإثنين الماضي علمها بوصول أي جرعات للقاح، وقامت بفتح تحقيق واسع وعاجل حول ذلك الأمر، للوقوف على ملابساته، هذا وكانت الرئاسة التونسية قد أشارت فيما سبق إلى تلقيها 1000 جرعة كهدية من لقاحات كورونا، قدمتها إحدى الدول العربية.
يُذكر أنه وفور الإعلان عن تلك اللقاحات المهداة إلى الرئاسة، خرج الرئيس التونسي ليعلن منحها كلها لصالح الشعب التونسي، وحسب تصريحات رئاسية فإن الرئيس قد شدد على أنه لن ولم يقبل حصول أي تطعيم للرئاسة قبل وصول اللقاح إلى عموم التونسيين، هذا ويُشار إلى أنه وحتى اللحظة لم تصل إلى تونس أي شحنات معلنة من لقاحات كورنا، وهو ما يتسبب في موجة غضب وإحباط واسع بين عموم الشارع التونسي.