يتخذ البعض من قضية الاستنساخ موقفًا أخلاقيًا، ويرجع البعض الآخر تخوفاته من خلفيات عقائدية ودينية تمنع هذا التجريب العلمي لاستنساخات مطابقة لكائنات حية، إلا أن العلماء في إطار العديد من المساعي النبيلة يستمرون في ذلك لأجل اكتشافات جديدة لعلاجات مبتكرة للأمراض أو لحماية أنواعًا مهددة بالانقراض من الكائنات، وهو ما قام به مجموعة علماء أمريكيون مؤخرًا نجحوا في استنساخ حيوان النمس أسود القدمين المهدد بالانقراض.
وكان العماء قد قاموا باستنساخ النمس المذكور من خلال جينات تم تجميدها لحيوان من نفس النوع قبل 30 عامًا، وخلال التجربة نجح العلماء في استنساخ نسختين، إلا أن إحدى النسختين لم تستطع الحياة، بينما قاومت الأخرى واستمرت، وسط مخاوف من أن النسخة الحية من النمس المستنسخ لن تكون قوية بالقدر الكافي أمام مقاومة الطفيليات والأمراض، وهو ما عبر عنه كبير خبراء منظمة "Revive & Restor" بقوله: "يمكن أن تكون للتكنولوجيا الحيوية والبيانات الجينومية، أهمية في الجهود المبذولة لحماية البيئة"، هذا وقد أدرج العلماء مجموعة أخرى من الكائنات مهددة بالانقراض لأجل استنساخها ومنها الحمام المهاجر، والحصان البري المنغولي.
يُذكر أن حيوان النمس أسود القدمين، أحد الحيوانات الليلية وآكلة اللحوم التي تتغذى على حيوانات أصغر منها، كما تلتهم الطيور والبيض والزواحف الصغيرة، ويتميز الحيوان المنتمي إلى فصيلة العرسيات بجسمه الطويل البالغ قرابة 61 سم، وفرائه البني مائل للصفرة، مع وجود شريط أسود يمتد على طول الظهر.