هل شاهدت فيلم "Minority Report" أو "تقرير الأقلية" حسب اسمه بالعربية؟ لا عليك؛ الفيلم مأخوذ عن قصة خيال علمي كتبها "فيليب. ك. ديك"، وقام بتحويلها إلى السينما المخرج العالمي "ستيفن سبيلبرغ"، وأدى دور البطولة فيه النجم "توم كروز"، وتدور فكرة الفيلم حول تصميم خوارزمية من الذكاء الاصطناعي يمكنها أن تكتشف مشاعر البشر، وهو ما يساعد قوة الشرطة الاختصاصية في القبض على الأشخاص الذين يهمون بارتكاب الجرائم. الأمر مجرد خيال علمي قبل قرابة عشرين عامًا. هذا صحيح؛ لكنه الآن ومع التطور المذهل في تقنيات الذكاء الاصطناعي بات وشيكًا جدًا، إذ طور علماء تكنولوجيا في كورويا الشمالية خوارزمية للكشف عن مشاعر مدينة كاملة، لذلك فليس مستبعدًا أن تكون في نفس دور "توم كروز" في الفيلم مستقبلاً.
وكانت مجموعة من العلماء من جامعة "إنشيون الوطنية" استطاعت أن تطور تقنية للذكاء الصناعي صارت قادرة على قراءة كافة المشاعر البشرية، بشكل يمكن الجهات الأمنية من إحباط هجمات إرهابية محتملة، وكذلك العديد من عمليات القتل والمشاحنات والمعارك الناتجة عن الغضب أو الانفعال والتوتر الزائدين، مع ربط هذه التقنية بشبكات الاتصال الحديثة (5G)، والتي ستقوم بشكل آلي بتحديد الأماكن الصادر عنها تلك المشاعر، مما يساعد كثيرًا الأجهزة الأمنية داخل المدن، حيث تقوم التقنية برسم ما يمكن تسميته "خريطة عاطفية افتراضية" يمكن من الناحية النظرية إرسالها إلى الشرطة.
وأعرب البروفيسور "هيونبوم كيم" الذي يقود فريق صناعة وتطوير تلك الخوارزمية للذكاء الاصطناعي أنه يمكن نقل تلك المعلومات عن العواطف سريعًا إلى أقرب موقع للشرطة لمنع حدوث أي جريمة أو تهديد مخاطر محتمل، وأضاف شارحًا: "يمكن لبعض المشاعر أيضًا أن تعطل السير العادي للمجتمع وتعرض حياة الناس للخطر، مثل حياة السائق غير المستقر. وبالتالي فإن تقنية اكتشاف المشاعر لديها إمكانات كبيرة للتعرف على أي عاطفة مزعجة وبالترادف مع اتصالات (5G) وما بعد (5G)، وتحذير الآخرين من المخاطر المحتملة".