تحتاج إلى برمجيات خاصة إن كنت تريد الدخول إلى عالم "الويب المظلم" (Dark web)، مثل خدمة "Tor" والتي تسمح للمستخدم الدخول إلى ما يُشبه العالم السري على الإنترنت، حيث يمكن أن تبقى كل المعلومات سرية داخله بشكل كبير جدًا، بما يسمح للمستخدمين عدم التوصل إلى هوياتهم أو الكشف عن خصوصياته بأي شكل، وهو ما يستغله البعض للتعبير عن أراء يخشون الإفصاح عنها لأي سبب، وكذلك للقيام ببعض العمليات المشبوهة والمجرَّمة قانونيًّا، كتلك التي بدأت في الانتشار الآن على "الإنترنت المظلم" حول بيع لقاحات وهمية لفيروس كورونا المستجد، بأسعار مبالغ فيها، إذ وصل سعر الجرعة الواحدة من 250 دولارًا أمريكيًا إلى 500 دولار أمريكي، ولا يُسمح بالشراء إلا بالعملات المشفرة مثل البيتكوين.
وكانت الأشهر الماضية قد شهدت عرض المزيد من وسائل الوقاية والحماية من خطر كورونا المستجد على "الإنترنت المظلم"، ومنها اختبارات مزيفة للكشف عن "كوفيد 19"، لتنتشر بعدها حملة بيع لقاحات مزيفة مضادة للفيروس، اعتمدت على حالة القلق والخوف والذعر التي تسيطر على قطاع عريض من الناس حول العالم، وبدأت تلك المبيعات في التزايد بشكل لافت إلى الحد الذي حذرت منه تقارير مراقبين ووصفته بأنه "خطر داهم"، وكانت واحدة من تلك الحملات قامت ببيع لقاح صيني مزيف بقيمة 750 دولارًا أمريكيًا للجرعة الواحدة، ولم يُسمح لها بالشراء إلا عن طريق عملة البيتكوين المشفرة، وهو ما يمنع تتبع الباعة بأي شكل قانوني.
يُشار إلى أن الكثير من العمليات المشبوهة والتي تقوم عصابات الجريمة المنظمة بها، تتم عبر "الإنترنت المظلم"، كما يُضاف إلى أن الخطورة في هذا العالم هو سهولة الولوج إليه من المراهقين متى تمَّ لهم الحصول على البرمجة المناسبة للدخول إليه، وهو ما يُعد خطرًا حقيقيًا حيث تنشط الجريمة والمافيا، وتقوم باستغلال هؤلاء المراهقين في أعمالها.