بدأ فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في الانتشار حول العالم بعد تفشيه في مدينة ووهان الصينية، ليستنفر الوباء جهود عشرات المختبرات العلمية ومئات العلماء والباحثين في القطاع الطبي الوبائي وقطاع الأدوية، بهدف توفير لقاح ناجع لوقف انتشار الفيروس بعد تحوله إلى وباء عالمي طال كل بلدان العالم، وأصاب عشرات الملايين في كل مكان، وقضى على ملايين على إثر انتشاره والإصابة به، إلا أن دراستين علميتين حديثتين، الأولى في سويسرا والأخرى في نيويورك؛ بشَّرتا المتعافين من الإصابة بخبر سار بخصوص اللقاحات المتعلقة بالفيروس، على إثره يمكنهم الحصول على جرعة واحدة من اللقاح بدلاً عن جرعتين، وهو ما قد يوفر ملايين الجرعات.
وكان خبراء في مجال تطوير الدواء يعملون على قياس فاعلية اللقاحات التي ظهرت وآثارها خاصة على هؤلاء الذين تمَّ تعافيهم من الإصابة، ليكتشفوا أن الأشخاص المتعافين تعمل أجهزة المناعة الطبيعية لديهم على إنتاج مضادات الأجسام ضد فيروس كورونا المستجد بنسبة أعلى كثيرًا من التي ينتجها الأشخاص الذين لم يُصابوا بعد تلقيهم الجرعة الثانية من اللقاح، وتصل إلى ما يُعادل 20 مرة لدى المتعافين من الإصابة حسب الدراسة الأمريكية.
يُذكر أن الدراستين أكدتا أن الجسم يتعرف على اللقاح، بعدما أصبح جهاز المناعة الطبيعي قادرًا على رصد الفيروس ومواجهته بسرعة، وهو ما يُفسر هذه النسبة الكبيرة لدى المتعافين من الإصابة بعد حقنهم بالجرعة الأولى، وأشارت الدراستان إلى أن ذلك يمنح الأمل بتوفير ملايين الجرعات من الجرعة الثانية لهؤلاء وإمكان تحويلها إلى أخرين، مما يساهم في سرعة توفير اللقاحات في العالم كله أمام الطلب الزائد لوقف انتشار الفيروس، هذا وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنها ستعرض نتائج الدراستين على المجمعات الطبية للنقاش وإمكان نشرها بعد التوافق عليها.