يعكف علماء الأدوية والطب على تجاربهم وأبحاثهم داخل المختبرات لأجل الوصول إلى أنواع أدوية محددة لعلاج أمراض مستعصية، أملاً في إراحة الملايين حول العالم من معاناتهم مع تلك الأمراض، وفي سبيل ذلك الوصول إلى الدواء الناجع، يستخدم العلماء "فئران تجارب" خلال مراحل اكتشاف وتجريب الدواء، وذلك للشبه القريب في التركيب الجيني والسلوكي بين الفأر والإنسان، وقبل أيام تمّ الإعلان عن تجربة "الفأر المشلول" والتي تمنح نتائجها الأمل للملايين ممن يعانون الشلل حول العالم.
كان العلماء والباحثون الألمان من جامعة الرور بمدينة بوخوم الألمانية، أعلنوا عن توصلهم إلى إنجاز علمي كبير، حيث نجحت تجارب الأدوية على معالجة "الفئران المشلولة"، والتي استطاعت الحركة في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من تلقيها الدواء الجيني الجديد، والذي يقوم بتحفيز الأعصاب التالفة في الحبل الشوكي، باستخدام بروتين يقوم بتوجيه الإرشادات في الخلايا، مما يسمح للأعصاب التالفة أن تعيد نفسها من جديد.
وذكرت المصادر الطبية أن العلاج بعد أن يستوفي كافة الاشتراطات والتجارب للتجريب على البشر، يمنح الأمل لأكثر من 5 ملايين يعانون من الشلل حول العالم، إذ تُمثل تلك التجربة الطريق نحو علاج البشر بعد استيفاء الشروط العلمية لذلك، وهو ما يحتاج لبعض الوقت، ويُذكر أن الفئران التي خضعت لتجربة العلاج الجديد كانت أرجلها الخلفية فاقدة للحركة، ولكن بعد تلقي العلاج، استطاعت أن تعود للمشي من جديد في وقت قياسي، وهو ما يُعده العلماء الألمان إنجازًا طبيًا وعلميًا خارقًا وغير مسبوق.