شهد العالم الرقمي ما يُشبه الهجرة الجماعية الإلكترونية، والتي وصفها المراقبون والمحللون بأنها أكبر هجرة إليكترونية في تاريخ البشرية، وذلك على إثر مغادرة الملايين لتطبيق "واتس آب" المملوك لشركة فيسبوك، على إثر إعلان المنصة تغيير بعض بنود اتفاقية الخصوصية للمستخدمين، وهو ما رآه البعض اختراقًا واضحًا لحياتهم الشخصية، وعلى إثره تخلوا عن التطبيق، في إجراء عقابي جماعي للشركة المسؤولة عنه.
كانت إدارة واتس آب قررت أنه منذ منتصف فبراير القادم، سيتم مشاركة الكثير من البيانات المتعلقة بالخصوصية، وأنه لن يتمكن المستخدمين للتطبيق من متابعة مراسلاتهم قبل الموافقة على تلك التغييرات، وهو ما أثار غضب الملايين، لينقلب السحر على الساحر، وتبدأ الملايين في عقاب واتس آب بترك التطبيق، والانتقال إلى منصات أخرى ظنًا منهم أنها أكثر احترامًا للخصوصية مثل تليغرام وسيجنال، مما إضطر إدارة واتس آب إلى التراجع عن قراراتها بعد قرابة أسبوعين من إعلانها لشروط الخصوصية الجديدة على التطبيق، لتؤكد بذلك قوة السوشيال ميديا وكيف يمكنها التأثير حتى في أكبر شركات التواصل عبر العالم "فيس بوك" والتي تمتلك منصة تطبيق واتس آب.
يُذكر أن منصات تليغرام وسيغنال قد شهدت هجرة جماعية لملايين المستخدمين القادمين من تطبيق واتس آب، إلى الدرجة التي أعلن فيها مؤسس تليغرام أنه خلال 72 ساعة فقط، قفزت التحميلات للتطبيق حول العالم بأرقام خرافية لم تكن متوقعة على الإطلاق، وهو ما أكده آخرون بخصوص تطبيق سيغنال الذي زادت نسب تحميله خلال الأيام الماضية.