اضطر العالم إلى الرضوخ لآثار جائحة فيروس كورونا المستجد، إذ فرض على كافة بلدان العالم نوعًا من الإغلاق التام أو الجزئي، ووضع قيودًا للتباعد الاجتماعي، وهو ما جعل الشوارع في كثير من المدن حول العالم تخلو من الزحام، وتخفت نسب الضوضاء من حولنا بعد عمليات الإغلاق الجبرية لكبح جماح الفيروس، الأمر الذي تعوده السكان في كثير من تلك المدن، وصار بالإمكان التمتع بمحيط أكثر هدوءًا عما سبق، ولذلك خرجت مؤخرًا دراسات صحية وطبية أثبتت الخطورة التي سيعانيها سكان العالم مع العودة من الإغلاق خاصة فيما يتعلق بنسب الضوضاء والضجيج من حولنا.
كان خبراء الصحة والسلامة الجسدية، قد حظروا من عودة التلوث الضوضائي، مع ربط ذلك بالكثير من التداعيات الصحية على سلامة الجسد والعقل، إذ يمكن أن يؤدي التلوث الضوضائي داخل المدن إلى الدفع نحو المزيد من التوتر والقلق، وهو ما يؤثر على السلامة العقلية غالبًا بعد التعرض للتلوث السمعي بشكل يومي لمدة طويلة، وهو ما يمثل خطرًا غير واضح لسكان المدن بعد العودة إلى الحياة الطبيعية مع تزايد ظهور اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، والتي ستعجل سرعة العودة إلى صخب المدن مرة أخرى.
يُذكر أن دراسات أخيرة قد أشارت إلى الربط بين أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم ولزوجة الدم وبين نسب الضوضاء العالية التي يتعرض لها سكان المدن، إلى جانب الإشارة إلى العلاقة الوثيقة بين اضطرابات النوم المسببة للقلق بفعل الضوضاء، وهو ما بدوره يسهل فرص الإصابة بأمراض الضغط والقلب، ونصحت الدراسة بضرورة الاستعداد النفسي لذلك، والخروج كل فترة من المدينة لأخذ ما يُشبه الاستراحة من ضغط التلوث الضوضائي السمعي خلال الحياة اليومية.