لم تعد الأرض كافية للإنسان على ما يبدو بعد أن تسبب بتلويث الماء والتربة وكذلك غلافها الجوي، لينطلق نحو الفضاء عبر صواريخه وأقماره الصناعية خلال السنوات الماضية، لتظهر مشكلة أخرى فائقة الخطورة في الفضاء الخارجي القريب من الأرض، لتبدا في التُشُكل كارثة فضائية محققة سوف تتأثر بها حياة البشر على الكوكب كله، إذ تتجمع القطع المعدنية من مخلفات المركبات الفضائية والصواريخ وكذلك الأقمار الصناعية في الفضاء لتكون ما يُشبه جزيرة كبيرة من تلك النفايات الفضائية.
كانت إيكاتيريني كافادا الخبيرة والمديرة العامة للصناعة الدفاعية والفضاء التابعة للمفوضية الأوروبية، قد صرحت خلال مشاركتها في المؤتمر الثالث عشر للفضاء الأوربي، أن ملايين من قطع الحطام الفضائي ورقائق الطلاء في الأقمار الصناعية تسبح في الفضاء؛ مهددة بذلك كل الأقمار الصناعية العاملة والنشطة في مدار الأرض، مشيرة إلى وجود قرابة 5 آلاف قمر صناعي لا يعمل منها غير 2000 فقط، بينما العدد الباقي تم التخلي عنه، وبالفعل بدأ في التفكك خلال الدوران وفقدان السيطرة عليه، وتكمن الخطورة في سرعة تلك النفايات خلال دورانها، والتي تمكن قطعة واحدة تبلغ في حجمها "واحد سنتيمتر" من أن تتسبب في حطام قمر صناعي نشط، وهو ما يُنذر بكارثة خلال السنوات القادمة.
وأعربت عن قلقها المتزايد خاصة بعد رصد 500 حالة انفجار وتفكك للأقمار الصناعية التي انتهى عملها، ومشيرة إلى ضرورة التكاتف للعمل على تنظيف الفضاء منها بأسرع وقت، قبل أن تتسبب في إصابة الأقمار الصناعية التي يعتمد العالم كله عليها في الاتصالات وتحديد المواقع والطقس وغيرها من المهام الحيوية، مشيرة إلى أن وكالة الفضاء الأوربية تقوم بعمليات مناورة أسبوعية لتفادي اصطدام 20 قمرًا تديرها الوكالة، بتلك النفايات الفضائية، خاصة أنه وخلال عقد من الزمان سيعج الفضاء بعشرات الآلاف من الأقمار الصناعية.