يظل وجود الأخ من أهم علامات الدعم للإنسان طوال حياته، إذ يمكن للأخ أن تبلغ تضحياته لأجل إخوته عنان السماء، ويزخر تاريخ البشرية بالعديد من قصص الأخوة الصادقة، وخلال الأيام الماضية تناقلت منصات التواصل والمواقع الإخبارية قصة الطفل الإماراتي الذي ساهم في إنقاذ حياة أخيه البالغ من العمر 3 سنوات، وحمايته للأبد من واحد من الأمراض النادرة حول العالم.
كان الطفل الإماراتي "زايد" يعاني من الإصابة بأحد أخطر أمراض الدم، وهو مرض "بيتا ثالاسيميا ميجور"، والذي كانت تتسارع وتيرته وتتطور لدى الطفل، إلا أن الأسرة بعد ولادة أخيه الأصغر كانت قد احتفظت بالحبل السُري الخاص بالمولود الجديد في بنك متخصص في ذلك في مدينة دبي الطبية، وهو ما جعل الأسرة والأطباء المعالجين يقومون بعلاج الطفل زايد من خلال عملية نقل خلايا جذعية من الحبل السُري لأخيه، حيث أثبتت التحاليل تطابق جينات الأنسجة بين الأخوين، بما يسمح بإجراء الجراحة.
يُذكر أن الجراحة التي تمت في أواخر العام الماضي في إحدى المستشفيات بالولايات المتحدة التابعة لكلية الطب بجامعة جون هوبكنز في بالتيمور بولاية ماريلاند، وبالتعاون مع المدينة الطبية في دبي تمَّ شحن الخلايا بشكل دقيق ومعايير صارمة إلى أحد بنوك الدم الأمريكية (AABB)، ليتم زراعة الخلايا الجذعية بنجاح، وكذلك نخاع العظام، مما منح زايد فرصة حياة جديدة بدون المرض دون الحاجة إلى جرعات الدم التي كان يتلقاها شهريًا.