صمتَ صخبُ العالم ليلة بداية العام الجديد على خلاف العادة في السنوات السابقة، وذلك نظرًا للإجراءات الاحترازية التي فرضتها بلدان كثيرة حول العالم، منعت الملايين الذين تعودوا النزول إلى الشوارع للاحتفال بالعام الجديد، وهو ما جعل الكرة الأرضية شبه صامتة في هذه الليلة على خلاف الأعوام السابقة، لتمر الليلة بهدوء شديد، إذ اكتفت المدن العالمية بإشارات فقط إلى بداية العام الجديد، متمسكة بحزم بإجراءات التباعد الاجتماعي التي تمَّ فرضها للوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أوقع قرابة 1.7 مليون وفاة، ويقترب من حاجز 100 مليون إصابة حول العالم عبر تحور سلالة جديدة أكثر انتشارًا وعدوى من السلالة الأولى المكتشفة في ووهان الصينية.
كانت مدن عالمية تشتهر باحتفالاتها السنوية قد تخلت عن تلك العادة تجنبًا للزحام الذي يُعد بيئة خصبة لانتشار فيروس كورونا المستجد، فاكتفت مدينة سيدني الإسترالية فقط بإطلاق الألعاب النارية في ساحة الميناء الرئيسي لإستراليا، ومنعت التجمعات، وكذلك في مدن هندية كبيرة مثل نيودلهي ومومباي ألغت الحكومة التجمعات، وكذلك في أوربا التي تواجه موجة تفشيًا واسعًا، تمَّ تشديد إجراءات الحظر المنزلي، ففي برلين سُمعت أصوات قليلة للألعاب النارية، على عكس كل عام، وقام السكان بإطلاق الألعاب النارية من منازلهم، وهو الحال في بقية المدن الأوربية التي خيّم عليها الصمت، وحوَّل بعضها إلى مدن أشباح، مثلها مثل المدن الأكبر في الولايات المتحدة الأمريكية كنيويورك وشيكاغو وواشنطن.
يُذكر أنه وفي عالمنا العربي كذلك؛ غابت الاحتفالات عن المدن الكبرى، والتي اشتهرت باستقبال العام الجديد كالقاهرة وبيروت، بينما اكتفت مدينة دبي بإطلاق بعض الألعاب النارية والقيام بعرض ضوئي على مبنى برج خليفة، في حين صمتت أغلب العواصم العربية، ولكن أعجب ما شهدته مدن العالم هو خروج الآلاف للشوارع في مدينة ووهان الصينية التي كانت مصدر الوباء العالمي، إذ خرج الآلاف إلى الشوارع للاحتفال بالعام الجديد.