انقضى قبل ساعات عامٌ استثنائي في تاريخ البشرية جميعها، ما بين أحداث وتداعيات انتشار جائحة كورونا المستجد، وما خلفه انتشار الفيروس من آثار ضاغطة على كافة قطاعات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وتأثر الجميع حول العالم بلا استثناء بهذا الظرف التاريخي، ليبدأ عام جديد يحدوه أمل في تحسن الأوضاع مع انتشار وبدء عمليات التلقيح بأمصال كورونا المختلفة للحدّ من انتشار الفيروس والسيطرة عليه، وتنصح الدراسات بضرورة التمسك بالإيجابية والتفاؤل ومتابعة الشغف في الحياة، ضمانًا لعام جديد سعيد.
كانت الدراسات الصحية والنفسية أكدت على قوة الإيجابية والتفاؤل في تعزيز طول العمر والصحة العامة، إذ أوضحت أنه ليس بالطعام وممارسة الرياضة فقط يمكن للإنسان أن يحافظ على صحته العامة، إنما وجدت درسة أمريكية أن الأشخاص الذين يتمتعون بدرجة تفاؤل أكبر، ويكونون إيجابيين أكثر، وأكثر شغفًا بما يفعلون، من المرجح أنهم يعيشون أطول من هؤلاء ممن سيطرت السلبية على حياتهم، فالشخص الإيجابي المتفاؤل الشغوف يمكن أن يمتد عمره لما بعد 85 سنة، على عكس آخرين لم يكتشفوا شغفهم في الحياة وتركوا أنفسهم عرضة للإحباطات تأكل من نفسياتهم وأعمارهم بنهم بالغ. جاء ذلك بعد دراسات شملت قرابة 7000 امرأة و1500 رجل من قدامى المحاربين.
يُذكر أن الدراسة تلك أوضحت أن الرجال والنساء الذين تمتعوا بالتفاؤل تزيد أعمارهم بنسبة 11% إلى 15% مقارنة بأشخاص أقل تفاؤلاً، إلى جانب قدرتهم الأكبر على حلّ المشكلات، والقدرة على تنظيم عواطفهم خلال المواقف العصبية، بل يساعدهم ذلك على تحسين الصحة النفسية والجسدية وتحسين الأوعية الدموية وتقليل مخاطر التعرض لأمراض القلب، وخفض معدلات الاكتئاب، بل ومقاومة نزلات البرد بشكل كبير، وذلك من خلال وعيهم لما يلعبه التفاؤل والإيجابية والشغف في تحسين الصحة العامة جسديًا ونفسيًا.