تأتي النار من مستصغر الشرر، إذ يمكن للأحداث البسيطة جدًا أن يتسبب إهمالها في حدوث آثار كارثية ما لم يتم معالجتها سريعًا وباستمرار، وتكمن نقطة ضعف كل المشاريع العملاقة في تلك التفاصيل الدقيقة التي يتوجب على أصحاب المشاريع الضخمة الانتباه لها ولمتغيراتها باستمرار، ويبدو أن المحطة الفضائية الدولية كانت على موعد مع أحد تلك الأحداث الصغيرة التي يمكن أن تتسبب في كارثة كبيرة تهدد المحطة بأسرها، إذ بدأ تسريب للهواء في داخل المحطة، تسبب في خلل بعض الأعمال على متن محطة الفضاء الدولية.
كان رواد الفضاء العاملين على متن المحطة الفضائية الدولية قد أعلنوا عن قلقهم إزاء تسرب للهواء تم اكتشافه عبر الغرفة الوسيطة في الوحدة المسماة "زفيردا" وذلك حين تسبب فتح باب الغرفة عن حدوث هذا التسرب والذي انخفض ضغط الهواء على إثره من 730 إلى 620 ملم/ عمود زئبق، وهو ما سبب حالة من التوتر لإدارة المحطة الفضائية الدولية، واستدعى العمل السريع على معالجة هذا التسرب قبل أن يتسبب في كارثة تهدد المحطة برمتها.
يُذكر أن رواد الفضاء في القطاع الروسي من المحطة الفضائية الدولية قد أعلنوا يوم الأربعاء عن استمرار هذا التسرب، والذي بدأ منذ عام 2019، وتابع التسريب في هذا العام أيضًا، إلا أنه أخيرًا ورغم التسرب الحادث فقد تمَّ الإعلان عن استقرار ضغط الهواء داخل هذا القسم بعد التمكن من غلق باب الغرفة التي حدث فيها هذا التسريب.