يمتلك الإنسان نوعان من الذاكرة؛ وهما ذاكرة للمدى القريب والأخرى للمدى البعيد، ويمكنه عن طريق الأولى تذكر الأشياء قريبة الحدوث وكل المعلومات التي يستخدمها بشكل مستمر في حياته اليومية، بينما الذاكرة الأخرى تساعد على تخزين الذكريات على مر السنين، إلا أن كلا الذاكرتين يُصاب بالخلل حال التعرض لمرض الزهايمر، وتتأثر ذاكرة المدى القريب بشدة نتيجة الخلل الناتج عن مرض الزهايمر، والذي تم اكتشاف ارتباطه ببروتين يتكون في الدماغ هو (YKL-40) والمرتبط مباشرة بالزهايمر حسب دراسة حديثة في جامعة واشنطن بولاية سانت لويس.
وأشار الباحثون إلى أن ذلك البروتين الدماغي، يرتبط نشاطه بالساعة البيولوجية للجسم، مشيرين إلى أن كل خلية داخل الجسم لها ساعتها البيولوجية الخاصة بها التي تعمل ضمن منظومة أكبر تشكل الساعة البيولوجية العامة للجسم، والتي تتأثر بحركة النوم والليل والنهار، وتساعد في إزالة أي تراكمات سامة لهذا البروتين في الدماغ، وهو ما يمثل إنجازًا علميًا غير مسبوق، إذ أنه بالتحكم في عمل هذا البروتين يمكن إبطاء حركة مرض الزهايمر وإصابة الإنسان به.
وأشارت الدراسات إلى أن الأشخاص الذين باستطاعة ساعاتهم البيولوجية العامة المنتظمة أن تحمل جينات متغيرة تقلل من مستويات البروتين الدماغي المذكور (YKL-40)، فإن قدراتهم الإدراكية تكون أطول من هؤلاء الذين لا يمتلكون تلك الجينات، والتي تتأثر بساعات النوم والقيلولة، مؤكدين أن الخلل في النوم واضطراباته وعدم الحصول على قيلولة النهار، تساهم بشكل كبير في تراكم هذا البروتين الدماغي مما يُشير إلى احتمالات كبيرة للإصابة بمرض الزهايمر.