يُشتهر غياب الشمس في أشهر الخريف والشتاء، ويتسبب عدم التعرض لأشعة الشمس بعص حالات من الاضطراب النفسي، تختلف درجتها وحدتها، وربما نمر بها دون فهم لحقيقة ما يحدث، ويحذر العلماء وأطباء النفس من ذلك خشية التعرض لما يُسمى الاضطراب العاطفي الموسمي "SAD"، والذي يحدث نتيجة عدم التعرض لأشعة الشمس غالبًا، إذ يتسبب ذلك في تقليص عمل منطقة من الدماغ تسمى "الوطاء"، وهو ما يؤثر بدوره على إنتاج هرمون السيروتونين الذي يؤثر في الحالة المزاجية والشهية والساعة البيولوجية للجسم، كما يتأثر به إنتاج الميلاتونين المتعلق بعملية النوم.
ولا يزال العلماء حتى الآن في حيرة عن الأسباب الكاملة لهذا الاضطراب، لكنهم ربطوا بين أشعة الشمس والتعرض لها وبين تأثيرات تلك الحالة من الاضطراب العاطفي الموسمي التي تتسبب في الخمول والكسل والرغبة في النوم، والشعور بمزاج سيء طوال الوقت، إلى جانب الميل لتناول الكربوهيدرات خلال موسم الشتاء. ونصح العلماي بمجموعة من النصائح يمكن معها تجنب ذلك الاضطراب العاطفي، والخروج من فصلي الخريف والشتاء بمزاج معتدل، وشعور بالراحة والسعادة.
ونقدم هنا أهم تلك النصائح الطبية النفسية لتجنب ذلك الاضطراب ومنها:
- الأكل الجيد، خاصة فيما يحتوي البروتينات والإقلال من تناول الكربوهيدرات، خاصة من المواد المدرة للسيروتونين والتي توجد في الاطعمة الغنية بالحمض الأميني التربتوفان مثل اللحوم والفاصوليا والجبن والموز، واتباع نظام صحي منخفض السكر مع الإكثار من الفاكهة والخضروات والزيوت السمكية.
- الانتباه إلى الجهاز الهضمي خاصة الأمعاء، لأن 90% من السيروتونين يتم إنتاجه في الجهاز الهضمي، وهو الهرمون المسؤول عن السعادة مع الحرص على دعم توازن البكتريا من خلال تناول أطعمة تحتوي على مكملات بكتريا حية.
- الحافظ على تناول فيتامين "د" خاصة خلال أشهر الشتاء مما يحسن الحالة المزاجية.
- ممارسة الرياضة، خاصة في الهواء مثل المشي السريع أو الركض أو السباحة، مما يجنبك القلق الاجتماعي، ويجعلك أكثر نشاطًا.
- التعرض للضوء الطبيعي ولو لمدة 15 دقيقة يوميًا في الهواء الطلق، على أن تكون منطقة العمل جيدة التهوية ويفضل العمل قرب النوافذ.
- عدم الصمت، وتعود الحديث عن كل المشاعر خاصة التي تتسبب في الإحباط، مع الحرص على العناق والتواصل مع الآخرين أو حتى اللجوء إلى طبيب علاج سلوكي معرفي.