تأخذنا الحلقة الأولى من برنامج "مزيكا في التوك توك" إلى قلب مصر النابض القاهرة، للتعرف إلى "أبو عمار" كاتب أول "مهرجان" من المهرجانات التي انتشرت في الساحة الفنية، وتتردد كثيرًا داخل وسيلة النقل الأشهر في المناطق العشوائية والشعبية في مصر، التوك توك. يُعتبر التوك توك عالمًا خاصًا جدًا في مصر، إذ يُعد بمثابة منصة للتواصل الاجتماعي لدى طبقة معينة من الشعب المصري، وظلّ لفارة طويلة كوسيط بين أغاني المهرجانات وبين الجمهور من زبائن التوكتوك.
بحث فريق إعداد البرنامج عن أصل كلمة المهرجان، وانطلق البحث من كلمة "مولد" و"مهرجان"، واكتشف الفريق أن الكلمة جاءت من "اللمة" مثل الأفراح، واستمر البحث حتى في داخل عقول صانعي المهرجانات للوصول إلى الرسالة الخاصة بهم والتي يودون إيصالها إلى الجمهور، والتي يمكن الاهتمام بها والوصول بالمهرجان إلى العالمية.
تتبع البرنامج الحكاية مع أبو عمار، واسمه الحقيقي "عمر رفعت سيد" (29 سنة)، والذي قرر إشهار ابنه الذي يتمناه وهو عمار، فهو لم يتزوج حتى الآن، لكنه يتمنى الزواج وإنجاب طفل يسميه "عمار"، ولذلك قرر أن يشتهر بكنيته "أبو عمار". وتحدث أبو عمار عن بداياته وقال بأنه بدأ في كتابة المهرجانات في وقت مبكر وبدأ الكتابة للمهرجانات عام 2008، حين لم يكن هناك غير حوالي 5 أو 7 أشخاص يعملون في هذا المجال. وعن معنى المهرجان قال أبو عمار بأنه بمثابة "رسالة"، وفي البداية كان مجرد شخص يقول كلامًا لائق على نوع من الموسيقى، ولا يُشترط أن يكون للكلام معنى لكنه متناسب مع الموسيقى وفقط، وهو ما دعاه للتفكير في ضرورة وجود معنى حقيقي وراء ما يغنيه هؤلاء بمصاحبة الموسيقى.
استطرد أبو عمار قائلاً إن كلمة "المهرجان" جاءت من التجمع الكبير للناس مثل مهرجانات الأفلام، وأنها في بداياتها كانت تُعرف باسم المولد، وأكد أنه في أول مرة كتب المهرجان لأحد جيرانه في حفل زواجه في عين شمس، وتحدث عن نصيحة الشباب الصغير للابتعاد عن المخدرات، "طول عمري عايش في التوهان... مالقتش حد نصحني.. ملقتش حد حكيم"، مؤكدًا أنه خاطب الناس في الشارع بلغتهم. هكذا؛ انطلق الناس في عالم المهرجانات وبدأ الجميع تقليده، وانتشرت المهرجانات في الأفراح.
تخرج أبو عمار في المدارس الأزهرية، وهو ما جعله يفكر في كيفية إيصال تلك القيم لكن بطريقة تناسب الناس البسطاء في الشارع بعيدًا عن الخطب والوعظ، وهو ما يمكن أن يجذبهم إلى الكلام، لذلك يبحث أبو عمار على ما يريده الناس وما يشعرون به، وهو يكتب واقع الناس. مؤكدًا أن المهرجانات وصلت بالفعل إلى العالمية، فهو يتصدر ترندات السوشيال ميديا، واليوتيوب، ولولا حب الناس ما كان يصل الناس إلى تلك الدرجة.
وحول أول مهرجان، تحدث عن صديق له خسره في طريق المخدرات، ثُم تحدث عن قصة أم لتجسيد الثورة المصرية، ويحكي عن أم لها 3 أبناء هم الثوار والجيش والشرطة، وكذلك تأثر أبو عمار بما يكتبه، حيث تحدث عن "الجدعنة" وطريقة التعامل مع الناس. وتُعد أغنية "سمكة على بلطية" والتي كتبها في سن 12 سنة، وانتشرت بشكل كبير في القنوات وفي الشوارع، ثُم تلتها حكاية أم مصرية، وغيرها من الأغاني التي انتشرت، حتى انتهى إلى تكوين فريق "دنيا الانتعاش"، وبدأ بها طريقه معها في عالم المهرجانات.
وتواصل الحلقة التعرف إلى فريق العمل الكبير الذي صار يقف خلف المهرجانات، وتحدث أحمد محمد كمال وشهرته "أوشا" مطرب بفريق أبو عمار، مؤكدًا أنه لم يكن في باله يومًا الدخول إلى هذا العالم، وكان في بدايته يود الاتجاه إلى كرة القدم، وكان أخوه "ريفو" يغني للمهرجانات في الأفراح، وبدأ الانتشار، حتى التقيا مع أبو عمار، وبدا الفريق يكتب بنفسه أغانيه لينتشر أكثر وأكثر في عالم الأفراح الشعبية، مؤكدًا أنه غنى كثيرًا في الأفراح وإنه لم يتقاضَ في حالات كثيرة مقابلاً ماديًا لذلك، وأكد أن المهرجانات صارت "مهنة" يمكن أن يعتمد عليها لبناء بيته.
وكان اللقاء مع محمد محمود وشهرته "فيفا الدولي" والذي يقوم على تسجيل الصوت الخاص بالمهرجان، مؤكدًا أنه لإنتاج مهرجان واحد يلزمه يوم كامل في حال جهوزية الكلمات واللحن، بينما توزيع المهرجان يستغرق ما بين أسبوع إلى شهر، مشيرًا إلى أن أكثر ما يميز المهرجان هو ما يقوم به من إبداع خاص على "تراك" المهرجان، وهو ما يميز مهندس صوت عن آخر.
وتحدث محمود شريف وشهرته ريفو حول بداياته مع أبو عمار، وكيف جمعت بينهما كرة القدم في الساحات الشعبية قبل المهرجانات، وقال بأنه تمنى أن يكتب له أبو عمار أغاني مهرجاناته، وفي النهاية استطاعوا النجاح بمجهودهم الذاتي، وبمساعدة القليل جدًا، مؤكدًا أنه لا يزال يحلم بالكثير في عالم المهرجانات.
يبدو أننا اختلفنا أو اتفقنا فإننا أمام مواهب بدرجة ما تحتاج إلى إعادة النظر والتقييم.