يجتهد العالم للحفاظ على مناخ الأرض، وتتعالى الصيحات للتقليل من الانبعاثات الكربونية على الكرة الأرضية، في محاولة لإنقاذ كوكبنا مما يتهدده من تلوث مناخي سيغير كثيرًا من أشكال الحياة على الأرض، خاصة إن لم تتوقف نسب الانبعاث الكربوني عن الزيادة، إذ نحتاج إلى تقليلها بنسبة 50% على الأقل بحلول عام 2030، وإلا صار الكرة الأرضية في خطر محدق، وتحتل التكنولوجيا الرقمية ما قدره 1.4 إلى 5.9% من الانبعاث الكربوني الضار، وتدخل الفيديوهات التي تعمل بتقنية HD ضمن تلك المصادر، حسب ما صرحت به الجمعية الملكية مؤخرًا.
وتشير الدراسات إلى أن تقديم خدمات البث عالية الجودة تتسبب في حدوث انبعاثات كربونية بنسب ملحوظة، بسبب الحاجة إلى توليد الطاقة من الفحم والغاز، وهو ما يستدعي تقليلها بحلول عام 2030، ويمكن للأجهزة الإلكترونية وحدها كالهواتف تخفيض تلك النسبة إلى الثلث، شرط ألا ينجرف مستخدمو الهواتف الذكية إلى تبديل هواتفهم باستمرار قبل مرور 4 سنوات على الأقل، أو إعادة تدوير العالم لتلك الأجهزة التكنولوجية غير المستخدمة، إذ يولد الهاتف المستخدة لتقنية HD ثمانية أضعاف الانبعاث الكربوني من الهواتف التي تعمل بتقنية SD، وهو ما يمثل خطرًا بيئيًا لا يُنتبه له.
وكان البروفيسور آندي هوبر من الجمعية الملكية أشار إلى أن العالم استفاد من جائحة كورونا بسبب قلة الحركة بالمركبات، مما قلل من انبعاثات الكربون، وأكد أن "هناك العديد من الطرق للوصول إلى صافي الصفر، لكن التكنولوجيا الرقمية لها دور مركزي تلعبه، بغض النظر عن القطاع أو البلد الذي تنظر إليه". مشيرًا إلى أنه يمكن لهؤلاء الذين يستمعون إلى المحتوى فقط على يوتيوب دون مشاهدته أن يقللوا من نسبة تلك الانبعاثات الكربونية بنسبة تبلغ 5% من انبعاثات الكربون.