تخبرنا الحياة بأن أصحاب المواهب مقدرون، ويحتفي بهم العالم، لكن الموهبة وحدها لا تكفي، فنجاحهم موقوف على تعاونهم وجماعيتهم، وربما تكون الموهبة عائقًا أمام صاحبها للفوز بسباقاته مع الحياة، وهذا ما اكتشفه بالأمس لاعبو نادي الزمالك المصري، الذي خسر أمام منافسه التقليدي الأهلي في مبارة نهائي أبطال دوري إفريقيا، والذي أقيم على استاد القاهرة بالأمس بدون جماهير، تحسبًا من انتشار فيروس كورونا المستجد.
كانت مصر والمنطقة العربية بأسرها على موعد مع الدربي التقليدي القاهري، والذي أقيم في تمام التاسعة بتوقيت القاهرة، ويبدأ الأهلي بهدف مبكر في الدقائق الأولى من المبارة، وعلى غير توقع ينفلت زمام المبارة من نادي الأهلي، إلى الدرجة التي غابت تمامًا روح الأهلي القتالية التي يتغنى بها جماهيره، وتسيطر مدرسة الفن والهندسة على زمام المبارة تمامًا، ليأتي ساحرها الأكثر موهبة، وجوهرتها السمراء "شيكابالا" بهدف عالمي وغالية في الروعة، اقتلع به قلوب جماهير الأهلي، والتي استسلمت تمامًا لهزيمة محققة، بعد أن فرض الزمالك سيطرته التامة على المبارة، ولكن وفي إحدى الهجمات قبل عشر دقائق من نهاية المبارة، يتقدم الأهلي بهدفه الثاني لتنتهي المبارة على غير ما جرت به.
يُذكر أن المقاهي في مصر لم تفتح أبوابها أمام الملايين من المصريين الذين تعودوا مشاهدة الدربي فيها، ورغم ذلك وبعد المبارة خرجت جموع غفيرة من جماهير الأهلي تحتفل في الشوارع، رغم التحذيرات الصحية بسبب فيروس كورونا، ومن دون ارتداء كمامات، وأنساهم الفوز غير المتوقع خطر نقلهم للعدوى بسهولة خلال هذه التجمعات التي انطلقت في الشوارع.