تطالعنا كثيرًا المقولة "العقل السليم في الجسم السليم"، وربما مرت من أمامنا دون التوقف قليلاً لتأملها، والسؤال عن سلامة العقل وقدراته وعلاقة ذلك بسلامة أجسادنا، وهو ما حاولت منظمة الصحة العالمية قبل يومين أن تنبه ملايين الشباب والمراهقين حول العالم إليه، وذلك بعد أن رصدت دراساتها زيادة حالات الخمول البدني والكسل لدى المراهقين والشباب، والتي تسبب فيها طول ملازمتهم للأجهزة الإلكترونية والجلوس دون حراك لساعات طويلة في بعض الأحيان أمام تلك الشاشات.
وكانت منظمة الصحة العالمية وجهت المراهقين والشباب إلى ضرورة الحركة البدنية على مدار اليوم، وهو ما يُعد التوجيه الأول لها منذ 10 سنوات تقريبًا، حيث دعت المنظمة إلى تبني حملة تحت عنوان "كل حركة مهمة" لتوجيه المراهقين والشباب البالغين إلى الحركة البندية بمتوسط 150 دقيقة على الأقل من التدريب البدني القوي خلال الأسبوع الواحد، كما وجهت بضرورة ممارسة هذه الفئة للرياضة يوميًا بالتزامن مع تخفيض عدد الساعات التي يقضونها أمام الشاشات والحواسيب والهواتف الذكية.
وتحدثت المنظمة في إفادة صحافية لها على أن ما يقل عن الربع من هؤلاء المراهقين واليافعين حول العالم يمارسون نشاطًا بدنيًا رياضيًا يوميًا كالمشي وركوب الدراجات، وهو ما يزيد من فرص تعرضهم لأمراض القلب والأوعية البدنية الناتجة عن الخمول البدني، وصرح روديجر كريتش مدير قسم تعزيز الصحة العامة في منظمة الصحة العالمية، في تلك الحملة التي أطلقتها المنظمة؛ قائلاً: إن "زيادة النشاط البدني لا تساعد فحسب على الوقاية من أمراض القلب والسكري من النوع الثاني والسرطان ولكنها تحد أيضا من أعراض الاكتئاب والقلق وتقلل من التدهور المعرفي بما في ذلك الزهايمر كما تحسن الذاكرة".
يُذكر أن العالم كله وتحت تأثير انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد قد تأثر كثيرًا خلال فترة الإغلاق، خاصة فيما يتعلق بالحركة البدنية، وأن ثمة آثار ومخاطر صحية ليس فقط على الصحة الجسدية، وإنما قد تصل إلى الصحة العقلية، إذ تحفز تلك الفترات الطويلة من الحجر المنزلي مرض الاكتئاب لدى كثيرين ممن اضطروا لقضاء فترات طويلة داخل المنزل من دون التعود على ذلك سابقًا.