حبت الطبيعة الماء بمجموعة من الخصائص التي تميزه عن كل السوائل المعروفة، فهو شفاف وعديم الطعم واللون والرائحة، ويتجمد عند درجة الصفر المئوي، علاوة على كونه أصل الحياة على كوكبنا لجميع الكائنات، إذ لا يمكن الاستغناء عنه، وهو ما يجعل الحفاظ عليه بالشكل السائل المتدفق أمرًا حيويًا لاستمرار الحياة، وفي سبيل ذلك توصلت مجموعة من علماء وباحثين فيزيائيين أمريكيين إلى اكتشاف مذهل، إذ يمكن للماء أن يبقى سائلاً في درجة 68 درجة مئوية تحت الصفر.
وأوضح العلماء أن الماء بالأساس النظري يمكن أن يحافظ على سيولته حتى الدرجة 70 مئوية تحت الصفر، إلا أن تحقق ذلك واقعيًا يُعد أمرًا بالغ الصعوبة، وهو ما دفع مجموعة علماء فيزيائيين أمريكيين للتفكير في ذلك، والتوصل إلى إمكان الحفاظ على سيولة الماء في تلك الدرجة، وذلك اعتمادًا على تسخين الجليد غير ذي الكثافة العالية باستخدام أنواع خاصة من ليزر الأشعة تحت الحمراء ذات الومضات القصيرة التي أمكنها تبريد الماء دون تغير كثافته، ليتحول إلى ماء خفيف الكثافة.
يُذكر أن تلك الأبحاث الفيزيائية أثبتت الماء بالاعتبار العلمي يتكون من نوعين من السوائل على الأقل، مختلفين في التركيب الفيزيائي لكلاهما، ولا يمكن اختلاطهما في ظل ظروف مخبرية خاصة، إذ يكون الماء الكثيف أثقل بدرجة كثافة 20% من الماء الخفيف، وهو ما سيفتح الآفاق أمام العلماء للاستفادة من الماء بنوعيه ومتابعة المزيد من التجارب المتعلقة بذوبان الجليد والمناخ وارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية.