يبدو دربًا من الخيال حين نتحدث عن أكلة لحوم البشر، وينفر الإنسان بمجرد ذكر ذلك، فمن يمكنه أن يستصيغ مضغ طعامه المكون من شرائح اللحم البشري؟ّ ربما يتغير ذلك المزاج قليلاً في المستقبل حين تشتد حدة الفقر لدى البعض ويعجزون عن شراء اللحم الحيواني المنتج للبروتين الذي يحتاجه الجسم البشري، فيضطرون إلى نوع آخر من اللحوم طوره العلماء حديثًا أو بالأحرى قاموا بزراعته وهو "شرائح من اللحم البشري" الغني بالبروتين.
كان خبراء في الولايات المتحدة الأمريكية قد استطاعوا استزراع اللحم البشري عبر زراعة اللحم عن طريق استزراع الخلايا المأخوذة من مسحة "خدّ"، وتغذيتها على البروتين الدم البشري المتبرع بع والذي انتهت صلاحيته، وبدلاً من التخلص من الدماء تم استخدامها في داخل تلك المزرعة البحثية، والتي حققت نتيجة مذهلة بنمو النسيج اللحم حتى بلغ ما مقداره "مضغة" من اللحم، وأطلق عليها العلماء اسم علميًا لها وهو (The Ouroborous Steak)، والاسم مستوحى من الثعبان المصري المعروف باسم (الأوربوروس) الذي يأكل نفسه. وقد رُشحت تلك الجائزة لنيل جائزة المتاحف بلندن للعام الحالي 2020.
يُشار إلى أن المدافعين عن تلك التجربة من الباحثين بجامعة أوتاوا، أكدو أنه حتى الآن لم يتم التحقق من صحة ادعاء بعض الشركات إنتاجها للحم البشري، مؤكدين أن تلك اللحوم المزروعة في أساسها تعتمد على المصل الجنيني البقري والذي يغذي تلك العينات بالبروتين اللازم لنموها، وهو ما يفند الادعاء بأنها خالية من القسوة ومستدامة، وتوقع الباحثون أن تظهر شرائحهم في الأسواق خلال السنوات التالية.