يقول المثل العربي؛ "ما من طائر طار وارتفع، إلا كما ارتفع وقع"، ويبدو أن هذا المثل بدأ في التحقق فعليًا، وبات لسان حال المراقبين لتطورات قضية شركة جوجل العملاقة التي أقامتها وزارة العدل الأمريكية ضدها، متهمة الشركة بالاحكتار في مجالها والإضرار بشركات أخرى وإرغام المستهلكين على شراء منتجاتها أو منتجات بعينها، وذلك بعد سيطرتها على أكثر من 90% من السوق العالمي في قطاع التصفح على الإنترنت، وهو ما يهدد عرش جوجل بالتفكك.
كانت وزارة العدل الأمريكية ومعها 11 ولاية بالولايات المتحدة الأمريكية وجهت التهمة إلى شركة جوجل بأنها ترغم المستخدمين والمعلنيين على استخدام متصفحها الشهير عبر تطبيقات يستحيل محوها على الأجهزة المستخدمة للأندرويد، وهو ما يمنع شركات أخرى منافسة من الدخول في هذا المجال، لتتأكد احتكارية جوجل لما يقارب من 95% في مجال البحث عبر الإنترنت، وهو ما يحرم المعلنون والمستهلكون من قلة الاختيارات المتاحة إذ تم إجبارهم على استخدام منصة واحدة للبحث هي "متصفح جوجل الشهير".
وردت جوجل بأن تلك الدعاوى "معيبة بشدة"، وأكدت أنها لم تعمل على إجبار أي مستخدم أن يقوم باستخدام متصفحها، وإنما ملايين المستخدمين حول العالم قد قرروا بمحض إرادتهم التوجه إلى متصفح جوجل على الإنترنت واختيارهم كمتصفح لهم على الإنترنت، هذا فيما يبدو أن وزارة العدل متجهة إلى مواصلة القضية في خطوة رأها البعض أنها ربما تكون الضربة الأولى في صرح جوجل العملاقة وربما ينتهي بها ذلك إلى التفكيك في أسوأ الحالات، فهل يحدث ذلك؟