لا يتوقف عقل الإنسان عن إيجاد ميكانيزمات دفاعية لأجل التمسك بالحياة إلى أخر رمق، ومهما كانت الصعوبات التي يواجهها المرء، إلا أنه يتفاجأ بما يطرأ على عقله من أفكار تكون طوق نجاته من الموت المحقق، حتى لو كانت في أبسط الأشياء فعلاً وأذكاها حيلة للتملص من الخطر المحدق به. وهذا ما فعلته فتاة تركية تعرضت للوقوع تحت أنقاض بيت تدمر جراء زلزال إزمير الأخير.
كانت فتاة بالغة في العشرينيات من عمرها تُدعى "بوسيه"، علقت تحت أنقاض بيتها المهدم في واحدة من المناطق التي تضررت بشدة من زلزال إزمير الأخير، وحاولت التواصل مع فرق الإنقاذ لكي تدلهم على موقعها قبل فوات الأوان، وتصادف أنها كانت تحمل هاتفها الخلوي الذي كان يعمل بشكل جيد، ومن داخل مكان احتجازها بين الأنقاض، استطاعت التواصل مع الخارج وطلب النجدة، واتفقت على أن تقوم بإصدار صوت "مواء القطط" لكي تتمكن قوات الإطفاء والإنقاذ من التقاط الصوت بواسطة كلاب البحث التي انتشرت في المكان.
نجحت خطة الفتاة التي ظهرت في مقاطع فيديو تتحدث مع طاقم الانقاذ واستمرت عملية الإنقاذ قرابة 10 ساعات تمَّ خلالها رفع الأنقاض والوصول إلى مكان الفتاة العالقة، لتخرج وتسأل عن والدتها التي لاقت حتفها ضمن 25 ضحية قضوا في الزلزال الذي ضرب إزمير التركية الجمعة بقوة 6.6 درجات على مقياس ريختر.
وتباينت ردود أفعال رواد مواقع التواصل على السوشيال ميديا بعد رؤية ومتابعة تلك القصة المؤثرة للفتاة، وتم تداول المقطع بكثرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ليؤكد الجميع أن الإرادة وحب الحياة إلى جانب ذكاء الفتاة، كانت بمثابة طوق النجاة لتلك الفتاة المحظوظة.