يبدو أن الآثار النفسية والاقتصادية التي تعانيها البشرية من جائحة كورونا سيظل لها ظلال على حياة البشر في الوقت الذي يلي اكتشاف ومن ثَمَّ القضاء عليه، وهو ما بات معروفًا باسم "زمن ما بعد الكورونا". والعلاقات بين الرجل والمرأة لها نصيب واسع من ذلك الأثر، إذ ربما تتأثر عاداتنا الاجتماعية الخاصة بالزواج وسنه والرغبة فيه.
فقد توقع خبراء أنه ومع تزايد الأعباء النفسية على إثر جائحة فيروس كورونا المستجد، فإنه ربما تؤدي واحدة من تداعياته إلى تدني معدل المواليد حول العالم، وأن تطول فترة "العزوبية"، وهو ما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية حسب خبراء أمريكيين راجعوا 90 دراسة لأجل التنبؤ بما ستكون عليه حياة البشر فيما بعد كورونا المستجد، وما السلوكيات الاجتماعية التي يزيد احتمالية تغيرها، وأضافت الصحيفة نقلاً عن هؤلاء الخبراء؛ أنه ستتجه معدلات الحمل بين النساء إلى الانخفاض لأجل الاستجابة للأزمة الصحية العالمية، وهو ما سيؤجل كثيرًا من مشاريع الزواج عبر الكرة الأرضية، بل ويحتمل إلى أنه سيتسبب في تقليص عدد سكان بعض الدول.
لم تتوقف توقعات الخبراء عند ذلك، إنما حذرت بشدة من احتمال أن يتسبب انخفاض في معدل المواليد في التأثير على الاقتصاد المحلي والعالمي وفرص العمل، ورعاية كبار السن، كما أنه قد يؤدي ذلك التقسيم غير العادل للعمل المنزلي الإضافي إبان الحجر الصحي، إلى اتساع هوة المساوة بين الجنسين في بعض المجتمعات، وحذر الخبراء من أنه ربما يُصاب بالإحباط هؤلاء الأزواج المحتملين ممن تعارف على منصات التواصل الاجتماعي خلال فترات الحجر والإغلاق، خاصة حين يلتقون أخيرًا في العالم الواقعي، وهو ما يدفع نحو المزيد من العزوبية والامتناع عن الزواج. وكان عالم النفس الأمريكي مارتي هاسيلتون من جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية قد علق قائلاً؛ "ستكون العواقب النفسية والاجتماعية والمجتمعية لكورونا طويلة الأمد للغاية"، وأضاف؛ "كلما طال أمد كورونا بيننا، كلما ازدادت سلوكياتنا تأثرًا"، ذلم لأن الوباء بحسب فريق الخبراء الباحثين، أصبح تجربة اجتماعية عالمية لا تزال قائمة ولم تنته بعد، ونتائجها لم تظهر بعد.
فإلى أي حد تعتقد أن تلك الآثار ستظهر في منطقتنا العربية؟