يحلم الإنسان على الدوام بالعيش في مدن توفر له كافة متطلبات الحياة المستقرة، وقديمًا كانت هناك معايير مختلفة للمدن التي يتمنى الناس العيش فيها، لكن الآن صارت المدن التي تجذب المواطنين للعيش فيها لا بُد أن تتوافر لها مجموعة من أهم العوامل، والتي من خلالها يمكن للإنسان الشعور بالاستقرار والراحة، وتلعب الآن التكنولوجيا والخدمات الرقمية دورًا كبيرًا في تحديد تلك المدن.
وتوفر المدن الأذكى في العالم الآن مجموعة من العوامل تجعلها محط أنظار الراغبين في الهجرة، وهناك مجموعة عوامل أهمها؛ البنية التحتية، وهي التي تشمل الخدمات مثل الصرف الحي والكهرباء والمياه النظيفة ودرجة نقاء الماء الذي تضخه صنابير تلك المدينة والهواتف والأبنية والمؤسسات والمساكن الصحية، وغيرها، وذلك بعيدًا عن عدد السكان الذين يقطنون المدينة، فعلى قدر تحمل تلك المدن لضغط سكانها على بنيتها التحتية تتقدم خطوة نحو كونها على خط المدن الأذكى في العالم.
ولا تتوقف المدن الذكية على ذلك، إنما هي في الغالب مدن تتوافر فيها التكنولوجيا، ولا يعني ذلك مجرد استخدام السكان للتكنولوجيا، إنما يتخطى ذلك إلى تقديم الخدمات المميكنة والديجيتال في كافة المستويات، وترتفع فيها نسب استخدام الرقمنة مقارنة بالمدن الأخرى في كافة تعاملاتها البنكية والتجارية والاقتصادية والحياة اليومية داخل شوارعها بشكل عام، ومتى حظيت المدينة بتلك الخاصية، فهي على الخطوة الثانية نحو المدينة الأذكى في العالم.
وتجيء الخطوة الثالثة للتقدم نحو المدينة الأذكى عن طريق الخدمات التي توفرها الحكومات داخل تلك المدن، ومدى سهولة استخدام تلك الخدمات، وتشمل تلك الخدمات كافة تعاملات سكان المدينة، ولا تتوقف على خدمات مثل النقل العام وشبكة مواصلاتها، بل يمكن للمواطن أن يشعر بأنه "مخدوم" من قبل حكومة المدينة في أي بقعة منها سواء في الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية والتثقيفية والمصرفية وغيرها من الخدمات التي يحتاجها المرء في حياته اليومية إضافة إلى الشعور العام بالأمن والأمان.
وتتداخل تلك الخطوات الثلاث إلى جانب بعضها، فمتى استطاعت المدينة التمتع بخدمات تحتية فائقة وممتازة، إلى جانب توافر التكنولوجيا، وتداخل الاثنين مع الخدمات العامة، فالمدينة بذلك تدخل ضمن قائمة المدن الأذكى في العالم، وتصير محط أنظار الراغبين في العمل والسكن من كل مكان.
وتتنافس في العالم كله الآن 5 مدن مختلفة في الوصول إلى المدينة الأذكى في العالم يجيء ترتيبها كالتالي:
1- سنغافورة عاصمة سنغافورة 2- هلسنكي العاصمة الفنلندية 3- زيورخ بسويسرا 4- أوكلاند في نيوزلاندا 5- أوسلو العاصمة النرويجية.
تتنافس تلك المدن في كونها الأذكى على الكرة الأرضية، وكما قلنا لا يتوقف ذلك على عدد السكان، إنما على ما تقدمه من خدمات تحتية وتكنولوجيا وخدمات عامة.
وتسعى دولة الإمارات إلى التقدم في تلك القطاعات الثلاثة وهو ما يمكن ملاحظته في مدينتي دبي وأبو ظبي، لتدخل بقوة نحو عالم المدن الأذكى في العالم، وقريبًا وفي ظل الحكومة الإماراتية الرشيدة يقترب تحقيق الحلم الإماراتي وتصبح المدينتين ضمن المدن الأذكى في العالم.