قصّتنا في هذه الحلقة الجديدة من برنامج بالعين المجردة، هي قصة السودانيين الجوعى على تلال الذهب، هذه المقولة التي تعبّر عن واقع سكان السودان الذي يعتبر ثالث أكبر مناجم الذهب في إفريقيا. فمن ينهب ثرواتهم؟ هذا هو السؤال الرئيسي الذي بات العالم يسأله لنفسه هذه الأيام.
يعدّ السودان بلد التناقضات حيث ينتج سنوياً نحو تسعين طنًّا من الذهب، فهذا ما يخبّئه تحت الأرض، أمّا فوق الأرض، فهناك أربعون مليون شخص بحاجة إلى مساعدة عاجلة. فإلى أيّ مدى تخدم هذه الثروة السودانيين، ومن يستفيد منها؟
أخبار الآن من خلال فريق برنامج "بالعين المجردة"، أجرى لقاءً مع السيدة السودانية فيحاء محمد زروق، للاطلاع منها على الحالة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها مع أسرتها في السودان، وكيف تقوم بتأمين لقمة عيشها. وعن حياتهم اليومية، تقول: "أكثر ما يتعبنا هو المنزل. نعاني من البرد، وعندما تمطر يذهب أولادي الصبية إلى الجامع القريب، وأنا أدخل مع بناتي عند الجيران".
و للاطلاع أيضًا على حجم الحاجة والفقر الذي يعاني منه السودانيون، أجرى برنامج "بالعين المجردّة" لقاءً مع رئيس مكتب مجلس اللاجئين النرويجي في السودان ويليام كارتر الذي قال "إنَّ مجموع سكان السودان 44 مليون شخص أكثر من 40 مليون منهم ومليون لاجئ، يعانون وهم بحاجة إلى مساعدات"، موضحًا "إنَّ الوضع صعب جدًّا بشكل عام على العديد من الناس، وثمّة وضع إنساني سيء منذ أمد طويل، مترافقاً مع نزاعات مسلّحة وكوارث طبيعية متكرّرة".
وبالعودة إلى السؤال الرئيسي في هذه الحلقة "من ينهب ثروات السودانيين"، الإجابة كاملة تجدونها في الحلقة من خلال الضغط على الرابط المرفق أعلاه، حيث يتسنى لكم مشاهدة التحقيق الاستقصائي الذي أجراه فريق برنامج "بالعين المجردة" وكشف عن حقائق كثيرة ووثائق وأدلّة عديدة تبيّن عمليات نهب واسع للذهب السوداني.
وفي هذا الصدد، حاورت "أخبار الآن"، رؤى عربي، صحافية سودانية عملت بشكل معمّق على ملف سرقة الذهب من السودان، حيث قالت: "نحن نتحدث عن 230 شركة بأسماء مختلفة في السودان يروّجون أنّ طابعهم وطني، لكنها ليست كذلك، وأكبرها شركتي ميرو غولد والفاخر".
ماذا لو لم يُسرق ذهب السودان؟
يقول الخبير الاقتصادي السوداني محمد زين، في حديث لبرنامج "بالعين المجردة": "لو كان ذهب السودان لا يُهرّب ولا تتمّ سرقته، لسدّ ثغرات فقر السودانيين المدقع وساهم بحلّ الأزمة الاقتصادية الكبيرة للبلاد".
بعد كلّ ما تقدّم خلال الحلقة، يمكن اختصار المشهد في السودان بأنّ السودانيين جوعى على تلال الذهب، ولا يبدو أنّ مقدرات البلاد ستكون بمأمن في المستقبل فيما من هم في السلطة يستجدونها، ويستجدون من يدعم بقاءهم على الكرسي أطول فترة ممكنة.