أثناء القتال قد تكون أحيانًا أمام المدنيين في مالي دقائق معدودة فقط للتمكّن من الفرار، فمع تعاظم حرب النفوذ بين فرعي تنظيمي داعش والقاعدة في الدولة، وتحديدًا في ولاية ميناكا شمالاً التي تغيب عنها قوّات الجيش، أصبحت المنطقة تحت نفوذ الجماعات الإرهابية. وبذلك بات النزاع المسلّح في مالي وحشيًا وأكثرَ قسوةً بالنسبة للسكان.
ومع تخبط الجماعات الإرهابية فيما بينها، حيث تشهد تلك الولاية من وقتٍ إلى آخر، اشتباكات بين تنظيم داعش وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين؛ يتهم كل طرف فيهما الطرف الآخر بقتل مدنيين، الذين هم في الحقيقة ضحايا ثلاثة أطراف:
-
تنظيم داعش.
-
جماعة نصرة الإسلام والمسلمين - فرع القاعدة في مالي.
-
المرتزقة الروس (فاغنر) الذين تتعامى حكومة مالي عن جرائمهم.
فيما الطرف الرابع وهو الأضعف، المدنيون.
وفي هذا الأسبوع من برنامج بالعين المجردة، نسلّط الضوء على تفاصيل بلاد تجتمع فيها كلّ أزمات العالم من إرهابٍ متطرف، إلى إجرام الفاغنر، وإليهما أزمة الغذاء (الفقر والجوع).
وإلى جانب ذلك، تجيب الحلقة العاشرة من برنامج "بالعين المجردة" على العديد من التساؤلات، أبرزها:
-
ماذا يقول المتحدث العسكري سليمان ديمبيلي عن موقف مالي من صراع الجماعات الإرهابية على أرضها؟
-
ماذا يقول الناجون من الهجمات الإرهابية لبرنامج بالعين المجردة؟
-
ما رأي جيهان هنري حول كل ما يحصل في مالي وأعداد القتلى الكبير؟
-
ما موقف مسؤولة الأمم المتحدة من جرائم الفاغنر في مالي؟
-
هل يعترف المتحدث العسكري سليمان ديمبيلي في مالي بوجود الفاغنر في بلاده؟
-
بالإضافةِ إلى ذلك، التقى فريق عمل برنامج "بالعين المجردة" بشهود عيان في مالي عايشوا الهجمات الإرهابية التي اتّبع فيها المسلحون نوعًا مختلفًا من الهجمات. فماذا كشفوا للبرنامج؟ التفاصيل كاملةً تجدونها مرفقة في رابط الحلقة أعلاه.
وفي سياق كل ما تقدم، يمكن الاستنتاج أنَّ ما توفر في هذه الحلقة يشير إلى أنَّ المشهد في مالي معقّد للغاية: داعش تنشط، القاعدة تنشط، والفاغنر بغطاء من الحكومة المالية أيضًا تنشط. لكن ما نسبة نشاط كل طرف في البلاد؟
بعد كلّ ما تقدّم، يمكن اختصار المشهد في مالي بما يأتي: جماعة نصرة الإسلام وداعش يتصرفان تمامًا مثل المرتزقة الروس، ما يفعلونه على الأرض يشبه تمامًا سلوك فاغنر الوحشي في سوريا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى وأوكرانيا، والآن في مالي. ومن اللافت، أنّ كل تلك المجموعات، تهاجم الأماكن نفسها، وتستهدف المسلمين والمدنيين. الصورة باختصار وحشية، سرقة أموال وماشية، حرق منازل، اغتصاب... واللائحة تطول وتطول. وهنا السؤال، مَنْ هو العدو الأول للإسلام والمسلمين في مالي؟ القاعدة في المغرب الإسلامي، داعش أم المرتزقة الروس؟ أم أنَّ الجميع بالقدر نفسه من السوء؟