عاين المتضررين من زلزال سوريا وتركيا مآس وظروف جمة، سواء من كانوا تحت الأنقاض أو المنقذين وحتى المتابعين والمشاهدين لهذه الكارثة. فمن تحت الأنقاض صمدوا ومن بين الركام خرجوا، وتحملوا البرد والظلمة والوحدة لساعات طوال، متشبثين بالحياة رغم قسوتها؛ لكن أمراضًا جسدية مثل الكوليرا ونفسية مثل الاكتئاب والقلق ستلاحق هؤلاء الناجين من الزلزال وحتى إنَّ فرق الإنقاذ لن يسلموا من التأثر بسبب ما عاشوه منذ بداية الأزمة إلى الآن، فهذا ما تحدث عنه بعض الأطباء.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد سالم مدير برنامج اللقاح في وحدة تنسيق ACU أنَّ "المتضررون من الزلزال تعرضوا لأمراض كضيق التنفس والفشل الكلوي". وبدوره أشار الدكتور أسامة النعيمي استشاري الطب النفسي إلى أنَّ "بعض المتضررين لا يحتاجون إلى طبيب نفسي الآن.. وهم يحتاجون إلى مؤازرة عائلة"، لافتًا إلى أنَّ "آثار الصدمة ربما تلاحق حتى الكوادر الإعلامية التي تغطي هذه الأحداث وهي غير مدربة".
ننتقل إلى لبنان، حيث لا تزال ترددات الزلازل السياسية والمالية في أوج قوتها؛ فصبر اللبنانيون قد نفذ وإنَّ إحراق البنوك وقطع الطرق وكل هذه الاحتجاجات، هي ردة فعل المحتجين على استمرار الانهيار التاريخي لليرة اللبنانية الذي وصل إلى ثمانون ألف ليرة لبنانية مقابل الدولار الواحد، إذ لا أحد يعلم كيف تسير الأمور في هذا البلد وإلى أين ستتجه؟
في هذا السياق، أشار علاء خورشيد رئيس جمعية صرخة المودعين إلى أنَّ "هناك قوانين تحمي المودع وتحمي الأموال ولكنها لا تطبق على الناس العاديين، مؤكّدًا أنَّ "السياسيين تسببوا بهذه الأزمة بالفساد".
من جهته، أكد المحامي رامي عليق مؤسس تحالف متحدون ضد الفساد أنَّ "غياب القرار وضعف القضاء هما السبب في تفاقم الأزمة، والحل يبدأ من متابعة الأموال المهربة وإعادتها ومحاسبة المتسببين بها من بنوك ومصارف ومسؤولين".
وبالعودة إلى أزمة زلزال تركيا وسوريا، مشاهير الفن يطلقون حملات تبرعات شعبية في تركيا وسوريا بسبب تداعيات الزلزال. وللحديث أكثر حول المساعدات للمنكوبين في سوريا، استضافت الزميلة رشا مقران في برنامج ستديو أخبار الآن الممثلة السورية يارا صبري التي وجهت رسالة قوية ومؤثرة للأمم المتحدة، قائلة: "المؤثرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي والشخصيات العامة والمشاهير لعبوا دورًا كبيرًا وكان لهم تأثير أكبر مقارنة بالأمم المتحدة، حيث قام هؤلاء بتقديم يد العون على الفور والخدمات اللازمة من أجل إنقاذ ضحايا الزلزال المدمر الذي أوقع مئات الآلاف من القتلى".
بدوره لفت اليوتيوبر السوري يمان نجار إلى أنَّ "مساعدة متضرري الزلزال واجب على كل شخصية عامة، وهذا أقل ما يمكن تقديمه بهذا التوقيت الحرج".
أما في تونس، يمكننا تلخيص الأوضاع في البلاد، انطلاقًا من حملة الاعتقالات تحت العنوان التالي: الأزمة تشتعل في البلاد والرئاسة تطرد مسؤولة أوروبية. وحول هذا الموضوع، قال سفيان رجب رئيس تحرير صحيفة الصباح: "قرار طرد النائبة الأوروبية كان صائبًا" لافتًا إلى أنَّ "تجاوز الحدود المعقولة والتدخل في السيادة الداخلية للدولة لا يُعتبر حقًّا، "وهو ما يُعد أمرًا مرفوضًا".